آلة القهوة المبتكرة.. صُنعت في "سورية المحررة"


أمام آلة القهوة الجديدة التي ابتكرها عبد المجيد، يكفي الوقوف لمدة ٤٤ ثانية وإدخال باركود عبر شاشتها الالكترونية دون وجود عامل عليها، ومن ثم ضغطة واحدة على زر التشغيل تقدم لك كوباً ساخناً من إحدى المشروبات السبعة المتوفرة فيها.

عبد المجيد، ٢٩ عاماً، مهجر من داريا ومقيم بإدلب، يقول لـ "اقتصاد" إنه منذ وصوله إلى إدلب لاحظ انتشار مكينات القهوة "الاكسبريس" والتي يعتمد عليها الكثيرون كمهنة لجني المال ولكنها تعتبر ذات سعر مرتفع يصل إلى ١٥٠٠ دولار أمريكي رغم أنها تقليدية.

درس عبد المجيد بمعهد إلكترون بدمشق، ولكن سرعان ما توقف مع انطلاق الثورة وانخراطه فيها، وبعد وصوله إلى إدلب عاد ليستكمل تعليمه عبر معاهد ودورات تدريبية استطاع بعد حضورها أن يبتكر آلته الجديدة بميزات خاصة ذات آلية عمل توفر الجهد والطاقة.

تعمل ماكينة القهوة الجديدة على البطارية بطاقة 12 فولت، وبقيمة سحب للكهرباء لا تتجاوز 2 أمبير، كما تتميز بجهاز آلي راديوي RFID محمي ببطاقة يمكن استخدامها من قبل المالك من أجل فتح الماكينة أو إغلاقها بكل سهولة.


وتعتمد على آلية تسخين آنية توفر كوباً ساخناً بأي وقت، فتبدأ بالتسخين مع كل طلب خلال 11 ثانية فقط، وهذه العملية توفر الغاز حيث تكفي جرة الغاز التي بداخلها لحوالي 3500 كوب قبل إعادة تبديلها.

بحسب عبد المجيد فإنه يمكن للماكينة أن تعمل دون الحاجة لعامل، يمكن وضعها بالأماكن العامة والطرقات، وتجنباً لسرقة حصالتها فإنها تحتوي على (كيبادة رقمية) تقدم خدماتها للمستهلكين من خلال إدخال أكواد سرية يمكن أن تباع على شكل بطاقات في المحال المجاورة للماكينة، ويحددها المالك في كل مرة بسهولة.

"كما يمكن إزالة هذا النظام أيضاً، واستخدامها بشكل مجاني، في أماكن مغلقة كالبيت أو مكان العمل مثلاً"، حسبما يوضح محدثنا.


يستطيع الزبون مراقبة جميع مراحل تحضير كوب قهوته المفضل والتحكم بمقدار نسبة السكر المرغوبة من خلال شاشة مثبتة في واجهة الآلة، وهي ميزة لا تتوفر في آلات أخرى.

يرى عبد المجيد أنه ربما يبدو اختراعه للبعض بسيطاً فهو بالنهاية ماكينة لصنع القهوة، "ولكن إنجازها بمثل هذه الظروف التي أقل ما يمكن وصفها بغير المستقرة وبجهود محلية وابتكار جديد، هو نجاح بحد ذاته يمكن قراءته عبر باركود قمت بوضعه على طرف الماكينة يُظهر مصدر مخترعها وهي عبارة (صُنعت في سورية المحررة)".

باتت الآلة متوفرة بالسوق المحلية بعد أن عمل مخترعها على تسويقها بمساعدة شركة AR للتكنولوجيا الحديثة وبسعر منافس لا يتجاوز ١٣٥٠ دولار أمريكي.


يقول عبد المجيد إنه لا ينوي التوقف عند هذا الحد من التعلم والابتكار، ويسعى لتنمية مهاراته بهذا المجال والتوسع أكثر بدراسة البرمجة التي كانت عقبة أمام ابتكاره استطاع تجاوزه بمساعدة صديقه "أبو مسلم الخولاني".

كما واجهت عملية التصنيع عدة عقبات أيضاً منها عدم توفر المواد اللازمة رغم موقع إدلب الحدودي مع تركيا فإن أغلب المواد التي تدخل هي للاستهلاك، وهناك قلة بتوفر المواد الأولية.

"ولكن الحمد لله الآلة اليوم باتت جاهزة ومستعدون لإنجازها بعدة أحجام وأنواع"، يقول محدثنا الذي وقف ينظر إلى آلته الجديدة، ونحن نراقبه منتظرين أكواب قهوتنا الساخنة.

ترك تعليق

التعليق