سألنا في إدلب.. من هم الأقدر على التحكم بموردهم، أصحاب الدخل اليومي أم الشهري؟


للاستمرار في العيش بسعادة يحتاج الفرد للعمل في ظل ظروف آمنة، وأجواء مناسبة. لكن الحروب المفروضة على بعض بلدان العالم إن كانت اقتصادية أم عسكرية، تثقل كاهل الفرد العادي.

سوريا، والتي كانت في وقتٍ من الأوقات، مهداً للحضارات وصاحبة إرث وتاريخ أصيل، ومعدلات أمان مرتفعة، تأتي اليوم، في مراتب متقدمة بين البلدان الأخطر عالمياً، والأقل سعادة، بسبب جرائم النظام وتدميره للبشر والحجر، وذلك بحسب تقرير نُسب لـ "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة.

ويعاني أصحاب الدخل الشهري واليومي في سوريا من سوء وتردي الأوضاع بسبب الحرب المفروضة عليهم من قبل النظام، والتي أدت إلى حالة أشبه بالانهيار الاقتصادي الكامل مما أدى إلى أوضاع إنسانية صعبة.

وقد أجرينا استطلاعاً موسعاً للمقارنة بين أصحاب الدخل الشهري وأصحاب الدخل اليومي، لنعرف أيهم الأكثر حظاً والأكثر تأقلماً مع الظروف الراهنة في سوريا. وقد جرى الاستطلاع في مناطق من إدلب.

وكان لـ "اقتصاد" لقاء مع أحد موظفي منظمة إغاثية ويدعى "محمد الحمصي"، والذي رفض ذكر اسم المنظمة، وهو أحد أصحاب الدخل الشهري. تحدث "الحمصي" عن مدى تحكمه براتبه الشهري، وهل يكفيه لنهاية الشهر؟ فقال: "أنا كموظف لدى منظمة، أعتمد في العيش على راتبي الشهري والذي يقدر بـ 200 دولار أميركي وهو لا يكفيني في ظل الغلاء الحاصل في المنطقة، إذ لا يكفيني الراتب لآخر الشهر بسبب قلته مقارنة بتكاليف المعيشة، وعندما يأتي آخر الشهر أدفع إيجار المنزل والكهرباء وفاتورة شبكة النت وبعض الديون التي تراكمت علي في الشهر الجاري، لأعود لنقطة الصفر وأستدين من بعض الأصدقاء مجدداً".
 
وسألناه ما هو الحل الذي يتوقعه لهذا الأمر؟، فقال: "أنا أتمنى أن يكون لي باب وارد يومي، كي أتمكن من التحكم في مصروفي. فمثلا" إن كان لدي محل وأحرز ربحاً يومياً 3000 ليرة سورية، أنفق نصفها وأخبئ نصفها مما يجعلني مرتاحاً حتى نهاية الشهر".

وفي نفس السياق، كان لنا لقاء مع "أبو أحمد"، صاحب محل تجاري في أسواق إدلب، وأيضاً كان لنا نفس السؤال عن أيهما أفضل، المردود اليومي أم الشهري؟، فأجاب: "لست من أصحاب الدخل القوي لكني مرتاح مادياً. فأنا أوازن مصروفي وأصرف قسماً من مدخولي اليومي وقسم آخر أتركه تحسباً للأيام السوداء".

وأكد أنه مع الراتب الشهري، لكن بشرط أن يكون جيداً. ويعتقد "أبو أحمد" أن صاحب الراتب الشهري إذا كان "اقتصادياً" في إدارته لراتبه، فسيتمكن من التحكم به، حتى نهاية الشهر.

وفي نهاية الاستطلاع مع بعض المحلات والأشخاص الموظفين لدى المنظمات، وجدنا أن نسبة كبيرة تصل لـ 70% ممن تحدثنا إليهم، تؤيد الدخل اليومي على الدخل الشهري، بسبب عدم وجود رواتب كافية للاعتماد عليها لنهاية الشهر، في المناطق المحررة بإدلب والأرياف المجاورة لها.

ترك تعليق

التعليق