كيف أثر التصعيد في إدلب على أسواق "درع الفرات"؟


فيما تقترب معركة إدلب من بدايتها، تعيش أسواق مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي (درع الفرات) على وقع حالة من الركود، وسط موجة من الكساد.

وأمام هذه الحالة من الكساد، سجلت أسعار العديد من السلع، انخفاضاً ملحوظاً، وذلك بعد تصاعد درجة المخاوف لدى الأهالي من ارتدادات سلبية لما يجري في إدلب على المنطقة، أججتها الأنباء التي تشير إلى تحشيدات يدفع بها كل من النظام وتركيا إلى خطوط التماس.

وما إن تتجول في أسواق المنطقة حتى تشعر بمدى الركود الذي لامس كل شيء، الأمر الذي دفع بكثير من أصحاب المحال التجارية إلى التفكير جدياً بإغلاق محالهم عوضاً عن تكبدهم لخسائر نتيجة ارتفاع أسعار الإيجارات والمصاريف التشغيلية الأخرى.

محمد طيفور، وهو صاحب متجر لبيع ألبسة الأطفال والحقائب النسائية في مدينة صوران، لم يخف مخاوفه من الشروع بالتجهيز للموسم الشتوي، مبيناً لـ"اقتصاد" أن "ضعف الحركة التجارية لا يشجع على تكديس المزيد من البضائع في المحال"، على حد تعبيره.

وأضاف أن "ما يدفع إلى التشاؤم أكثر ارتفاع أسعار الألبسة المستوردة من تركيا، مقابل انخفاض قيمة سعر صرف الليرة التركية، وضعف القدرة الشرائية للموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة التركية".

وفي إجابة عن سؤال لـ"اقتصاد" حول الأسباب التي تمنع تدفق البضائع ذات السعر الأقل من مناطق سيطرة النظام، أوضح طيفور أن "ارتفاع قيمة الضرائب التي تتقاضاها الأطراف العسكرية المختلفة على المعابر، يرفع سعر البضائع إلى حد غير مقبول، مما يجعل سعر التركية أرخص".

من جانبه، أشار "أبو علي"، وهو صاحب مكتب عقاري في مدينة أعزاز، إلى حالة وصفها بـ"الشلل التام" تجتاح أسواق العقارات، موضحاً لـ"اقتصاد"، أن "حجم المعروض من العقارات، كبير جداً".

وبحسب أبو علي، فإن أسعار العقارات انخفضت بنسبة تزيد عن الربع مقارنةً بالأشهر الماضية، عازياً ذلك إلى مخاوف من تحول المنطقة إلى ساحة صراع عسكري.

وقال إن "التجار وأصحاب رؤوس الأموال وحتى الأهالي باتوا يخشون شراء العقارات نظراً لأن المنطقة تعيش على صفيح ساخن، وهي مهددة بالانفجار في أي لحظة"، لافتاً إلى زيادة الأزمات المعيشية نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، والخسائر الكبيرة التي تكبدها العديد من المزارعين، الذين يؤثرون على الحركة التجارية بشكل عام في هذه المنطقة التي تعتمد على الزراعة بشكل رئيس.
   
ومن المنتظر، وفق مصادر محلية أن تتعمق حالة التدهور الاقتصادي مع الاستعدادات لبداية العام الدراسي الجديد، إلى جانب قرب حلول فصل الشتاء.

ترك تعليق

التعليق