كيف يؤمن الخبز القوت اليومي لمهجّرين في إدلب؟


في ساعات الصباح ومع ارتفاع أشعة الشمس، يجهز العم "أبو محمد" بسطته الصغيرة المتواضعة وهو يرتب عدداً من ربطات الخبز الطازج وينادي بصوته الأجش "يا الله ياجبار.. خبز تازة.. تازة".

يجلس "أبو محمد" طلية النهار على الرصيف وعينه على أقفاص البلاستيك التي وضع ربطات الخبز عليها. يقول لـ "اقتصاد": "بمساعدة صديق لي ودون تأمين رأسمال لهذا العمل، استطعت أن أؤمن مدخولاً لا بأس به".

ويتقاضى العم بحسب ما أوضح لـ "اقتصاد" ٢٠ ليرة سورية على كل ربطة يبيعها ويصل الحد الأعلى للبيع في اليوم نحو ٤٠ ربطة. "الحمد لله.. أستطيع تأمين مصروفي اليومي تقريباً دون الحاجة لأحد".

تعد بسطة "أبو محمد" واحدة من عشرات البسطات التي تنتشر في بلدات ومدن إدلب، وهي فرص عمل سببتها قلة عدد الأفران والازدحام عليها.


لم يستطع العم "أبو محمد" المهجّر من ريف دمشق أن يجد فرصة عمل بسهولة وظل طيلة عام يعاني وأسرته من صعوبة تأمين قوت يومهم. "فرص العمل في إدلب قليلة.. وأنا لا أستطيع أن أعمل في أي شيء، لأن عمري وجسمي الضعيف لا يتحملان".

"أبو ماجد"، هو صاحب رأس المال الذي يعتمد عليه "أبو محمد"، فهو يقوم بتأمين الخبز من الفرن ويمتلك سيارة لنقله وتوزيعه على عدة بسطات، ويحصل على ثمنها "٢٠٠ ليرة" بعد البيع، حيث يحصل صاحب البسطة على ٢٠ ليرة عن كل ربطة يبيعها، ويبقى ١٠ ليرات مربح لـ "أبو ماجد".

"يعد مربحي قليل نظراً للتكلفة ولكن أزيد من مدخولي بتوزيعي الخبز على عدة محال لبيع المأكولات"، قال "أبو ماجد".

وأردف: "كلنا مهجرون ونعاني لذلك قررت أن أساعد أصحاب البسطات الذين لا يمتلكون رأس مال".


بينما يجني "أبو عامر" أرباحاً أكثر بقليل عن بقية البسطات لأنه يعتمد على بيع الخبز على دراجته النارية ويقوم بإيصاله للمناطق البعيدة والقرى التي لا يوجد فيها فرن. ويبيع بسعر ٢٢٥ ليرة للربطة.

ويقول أبو عامر: "بعد إفراغ كفريا والفوعة لجأ الكثيرون للسكن هناك حيث لا يوجد خدمات.. لذلك قررت أن أبيع الخبز هناك".

"وكون الخبز غذاء أساسي تعتمد عليه العوائل فهو تجارة جيدة ولن تتوقف مهما تغيرت الظروف"، يوضح "أبو عامر".

ترك تعليق

التعليق