ما بين المكدوس التجاري والممتاز.. كيف تنجح أو تفشل، المشاريع المنزلية للسوريات في الأردن؟


معظم السيدات السوريات وجدن أنفسهن وجهاً لوجه مع الأعباء الاقتصادية لأسرهن بعد اللجوء، فلم يكن لديهن حل إلا البدء بمشاريع صغيرة نجحت تارة وتعثرت أخرى، في سبيل تأمين عيش كريم في ظروف اقتصادية أقل ما يقال عنها، أنها صعبة جداً.

حول هذا الموضوع حاور "اقتصاد" السيدة السورية "أم أحمد"، التي أكدت أنها منذ دخولها الأردن لوحدها مع أطفالها، قررت البدء بمشروعها الصغير الذي تديره من المنزل وهو عبارة عن صناعة المكدوس السوري المشهور والمطلوب في كثير من الدول العربية، حيث بدأت بعملية البيع من خلال معارفها والمحيط الضيق حولها. لكنها واجهت عقبات كثيرة.

تتابع "أم أحمد" بأن المشكلة بدأت معها بالبيع, ذلك أن كثيراً من السوريين أصبح يعمل في هذه المهنة، ومنهم من يصنع "المكدوس التجاري"، كما تسميه "أم أحمد"، وهو يُباع بسعر منخفض في السوق مما يؤثر على بيع منتجها ذي الجودة العالية، بسعر لا يغطي التكاليف.

وقد أشارت "أم أحمد" إلى أن دخلها في تراجع، وهي غير مقتنعة بأن تتماشى مع السوق وتصنع "المكدوس التجاري"، في حين أنها ترى المشكلة في هؤلاء الذين يجعلون العمل بهذه المهنة غير مجدٍ، بسبب مضاربتهم في السعر مع انخفاض الجودة.


وعلى الجانب الآخر التقى "اقتصاد" السيدة "أسماء" التي تعمل في نفس المجال، والتي أكدت على أن مشروع صناعة المكدوس من المشاريع الناجحة، لكن ينبغي الوصول إلى طبقة معينة من الزبائن قادرة على دفع ثمن كيلو المكدوس الممتاز الذي قد يصل إلى 10 دولار للكيلو غرام الواحد، وهذا يتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة بالبازارات والهدف هو الوصول إلى طبقة معينة من الزبائن، وهو ما أدى إلى نجاح مشروع "أسماء".

بدورها، فإن السيدة "نجاح" أوضحت لـ "اقتصاد" أن مشروعها الصغير والذي تنتج فيه المربايات النادرة (مربى الكباد, مربى الباذنجان) يلقى رواجاً واسعاً بين أطياف السوريين فقط, لكنه ناجح جداً برأيها، لأنها اختارت صناعةً قلّ من يتقنها إضافة إلى صعوبة وندرة عملها، فالسوريون يعتبرونها ضيافة في كثير من المناسبات. وهي تعتقد أن المشروع الناجح لا يحتاج فقط إلى جودة عالية وحرفية في المنتج، لكن الأهم هو كيفية التسويق والوصول إلى الزبون.

تتابع السيدة "نجاح" بأن هناك طرقاً عديدة لبيع المنتجات منها التواصل مع المحال التجارية والجمعيات التي تدعم المشاريع الصغيرة. والقضية الأبرز في موضوع ترويج وتسويق المنتجات من المشاريع البيتية الصغيرة، هي الإدارة  والمعرفة بالتسويق، وهذا ما تفتقده معظم السيدات، لذلك هي ترى أن من الواجب أن تكون هناك جهات تقوم بعمل دورات إدارة وتسويق، إضافة إلى حسن التغليف وجودة الصناعة.


ترك تعليق

التعليق