داريا.. تدمير البيوت لم يتوقف، حتى بعد إخلائها


لم تتوقف عمليات الهدم الكلي أو الجزئي لبيوت عشرات المدنيين من أهالي داريا بريف دمشق، على الرغم من إخلاء المدينة من قاطنيها نهاية آب 2016، عقب اتفاق وقعه ثوار المدينة مع النظام.

وسمح النظام لمئات السكان بدخول المدينة عقب تهجير مقاتلي المعارضة نحو إدلب وذلك نهايات العام 2016، حيث تفقد العشرات منازلهم ومتاجرهم التي دُمّر معظمها، لكن أحياء كاملة كانت سليمة وهي التي بقيت تحت سيطرة النظام. وفي الشهر الماضي دخل عدة آلاف من السكان بعد سماح النظام بالعودة الجماعية إلى المدينة ليتفاجأ العديد منهم بأن بيوتهم التي شاهدوها سليمة خلال الزيارة الأولى قد دمرت تماماً أو تهدمت أجزاء منها.

يقول الحاج "أبو محمود" وهو من سكان داريا لـ "اقتصاد": "بيتي قريب من مطار المزة العسكري. وقد دخلت إلى داريا وتفقدته بعد خروج مقاتلي داريا. اليوم دخلت مرة ثانية وكانت صدمتي قوية جداً لأنني لم أجد البيت. لقد تهدم بالكامل".

السيد "مروان" زار المدينة مرتين أيضاً وشاهد بيته في الزيارة الأولى سليماً، إلا من بعض الثقوب التي خلفتها شظايا إحدى القذائف التي سقطت بالقرب من المنزل. يقول مروان لـ "اقتصاد": "خلال الشهر الماضي ذهبت لتفقد البيت لكني لم أجده إلا كومة من التراب".


يتوقع أصحاب البيوت المهدمة أن النظام لجأ إلى تسويتها بالأرض كونها متاخمة لمطار المزة العسكري كما فعل في منطقة الخليج الملاصقة للمطار نهاية العام 2012 أثناء بدء الحملة العسكرية على المدينة.

يقول مقاتل في الجيش الحر كان يرابط في تلك المنطقة نهاية العام الثاني للثورة: "شاهدنا النظام وهو يلغم مئات البيوت في حي الخليج بداريا. كانت البيوت الخالية من السكان تتطاير أمامنا ثم تتحول إلى ركام".

ليست الأحياء القريبة من مطار المزة هي من طالها الهدم فقط. فهناك بيوت عديدة تهدمت بشكل جزئي كما يؤكد "محمد" وهو من سكان داريا.

حصلت مع "محمد" حادثة مشابهة للحالات السابقة لكنه وجد جدران بعض غرف شقته في ساحة شريدي مهدمة. يقول لـ "اقتصاد": "لم تكن الشقة كذلك عند زيارتي الأولى. ولا أعرف السبب الذي هدموا الجدران من أجله".

الهدم الجزئي وعمليات التخريب طالت منزل "أبو وليد" أحد أبناء المدينة وذلك خلال عملية التعفيش والسرقات التي طالت المدينة عقب خروج الثوار. "بلاط المنزل اقتلع من الأرض. رخام الدرج وحتى الحديد الذي كان موجوداً داخل الباتون انتزع جميعه وهكذا تم تخريب المنزل". يؤكد "أبو وليد".

ترك تعليق

التعليق