سوريّ يتفوق على السويديين بصناعة الجبن، في بلدٍ يصنع أغلى نوعٍ منها
- بواسطة فارس الرفاعي- خاص - اقتصاد --
- 07 ايلول 2018 --
- 0 تعليقات
نجح الشاب السوري "سعيد أحمد عرب" بخطف الأضواء إليه في السويد من خلال عمله في صناعة الأجبان.
وتمكن الشاب الثلاثيني من تحقيق نجاح لافت في هذا المجال وبات مثالاً يُحتذى به في البلدان الأوروبية والمجتمع السويدي على وجه الخصوص.
ينحدر عرب من قرية الزارة التابعة لتلكلخ بريف حمص الشمالي، وترك المدرسة منذ سن مبكر ليعين والديه بعد أن مرض والده وبات مقعداً طريح الفراش، كما يروي لـ"اقتصاد"، مضيفاً أنه اتجه للعمل في ورشات النجارة والحديد وافتتح بعدها مشروعاً صغيراً لتربية الدجاج وأثناء ذلك تعرض لحادث سير أليم أعطب إحدى قدميه ومع ذلك تحامل على نفسه وعاد للعمل من جديد.
وتابع اللاجىء الشاب أنه انتقل إلى لبنان ليعمل في مهنة النجارة والحديد بعد وفاة والده وبقي هناك بعد أن اندلعت الحرب في سوريا، وفي عام 2013 ونتيجة الأحداث الدامية لحقت به والدته وأخته إلى لبنان.
بعد أن ضاقت به السبل قرر عرب المغامرة واتخذ قرار السفر حيث غادر لبنان متجهاً إلى الجزائر ومن الجزائر تابع "رحلة الموت" حتى وصل إيطاليا، ومنها وصل إلى السويد مع نهاية عام 2014، وعكف هناك على تعلم اللغة السويدية إلى جانب مساعدة والدته وشقيقته في صناعة الجبنة البلدية التي اعتادتا صنعها في المنزل والتحق كعامل بشركة Skärvångens Bymejeri AB لتصنيع الجبنة، وبعد أن وصل إلى مرحلة جيدة من إتقان اللغة قرر عرب المشاركة في مسابقة أقامتها الحكومة السويدية لتصنيع الأجبان والألبان في مدينة "سكارفانجين"، ومن بين 1600 مشارك تمكن الشاب سعيد من الفوز بالمركز الأول العام الماضي 2017 وتم تكريمه من قبل الحكومة السويدية وكذلك الإعلام السويدي وتعيينه فيما بعد رئيساً لقسم الإنتاج في أحد معامل تصنيع الأجبان والألبان في السويد.
وبرع الشاب الذي يعيش في مدينة "إوسترسوند" في صناعة كل أنواع الجبنة وخصوصاً الجبنة الأوروبية التي يتم تخزينها لمدة عام وكذلك الجبن المشغول والمشلل والأجبان المبسترة وجبنة حلوم وجبن Almnäs Tegel الذي يتم إنتاجه وتخزينه في الشتاء فقط، ويصنع من حليب البقر غير المبستر، ويتم إضافة محلول ملحي لها لإضافة طعم مميز، -بحسب محدثنا-، الذي يطمح لتأسيس شركة خاصة به لتصنيع الجبن بكافة أنواعه في بلد يصنّع أغلى نوع من الجبن في العالم وهو جبن الموس السويدي الذي يصل ثمن الكيلو غرام الواحد منه إلى 1100 دولار.
وبحسب الناشط "محمد القصاب" فإن الشاب "سعيد عرب" يعيش حياة سعيدة جداً في السويد بعد أن نال فرصته وحقق أمنيته واتخذ عهداً على نفسه أن يكون خير ممثل لبلده سوريا في بلاد الاغتراب. وتابع أن نجاحه يثبت أن السوريين يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلاً وأن الحرب لم تخمد إرادة البقاء والعطاء والإبداع بأرقى معانيه في داخلهم.
وحصل أكثر من أربعين ألف سوري على حق اللجوء في السويد منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من سبع سنوات، بينهم 30 ألفاً عام 2014، ما وضع الحكومة هناك في مواجهة تحدٍ هائلٍ لدمج الوافدين الجدد. وتتكفل وكالة التوظيف بتولي شؤونهم وهم يتلقون في موازاة ذلك دروساً في اللغة السويدية لتسهيل دخولهم إلى سوق العمل.
التعليق