تحت عنوان "انتهت الأزمة".. "التربية" تُرهق سكان دمشق بالزي المدرسي


كعشرات السكان الذين يقطنون في العاصمة دمشق أو في البلدات المتاخمة، امتنع السيد "عمران" عن شراء ملابس العيد الماضي لأطفاله الصغار، فـ "هناك ما هو أهم"، حسبما يقول عمران، ملمحاً إلى توجيهات وزارة التربية التابعة للنظام باعتماد الزي المدرسي الموحد بشكل إجباري في المدارس، بعد أن تم التساهل حياله خلال سنوات الحرب السابقة.

وفي مقابلة مع إذاعة "شام إف إم" الموالية، أكد "عبد الحكيم حماد" معاون وزير التربية وجود توجيه من الوزارة بضرورة التقيد باللباس المدرسي. واستهجن العديد من السكان الذين تحدثوا لـ "اقتصاد" هذه التوجيهات، لاسيما وأن أسعار الزي المدرسي تعتبر مرتفعة مقارنة بالدخل الشهري للفرد في دمشق. ومع ذلك تقول مصادر محلية لـ "اقتصاد" إن الأسواق شهدت نشاطاً ملحوظاً جراء إقبال السكان على شراء هذه الملابس.

الحماد قال إن الوزارة سوف تراعي إذا ما كان هناك حالات استثنائية لطلاب لم يتمكنوا من التقيد باللباس المدرسي لكن "هذا ليس عذراً لأولياء الأمور بعدم تأمين الأزياء المدرسية لأبنائهم والتي لا يتجاوز ثمنها فاتورة الهاتف المحمول لأحد الوالدين"، على حد قوله.


يقول عمران لـ "اقتصاد": "لم أشتر ثياب العيد. كان علي شراء ملابس مدرسية لأطفالي الأربعة. مدير المدرسة التي ينتسب إليها أولادي شدد على ضرورة ارتداء هذه الملابس بحجة أن الأزمة انتهت".

وقالت "فاطمة" التي اشترت ملابس مدرسية كاملة لأطفالها الثلاثة، "دفعت اليوم مبلغاً ضخماً لشراء بلوزة وبنطلونين وثلاثة قمصان. لم أكن أتوقع الارتفاع الكبير في الأسعار. ومع ذلك فقد اضطررت إلى الشراء".

لا يقل سعر الصدرية التي يلبسها تلاميذ المرحلة الابتدائية عن 3 آلاف ليرة وهذه الصدرية بحاجة لبنطال يتراوح سعره بين 3 و 5 آلاف ليرة. أما القميص والبنطال والجاكيت الذي يلبسه كل من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية فلا يقل سعر البدلة الكاملة منها عن 15 ألف ليرة سورية.


تقول فاطمة: "في سنوات الحرب السابقة كان المسؤولون عن المدارس يتساهلون في الزي الذي يرتديه الطلاب. كان أغلب التلاميذ يذهبون إلى المدرسة باللباس العادي.. لكن اليوم يطلب المدرسون من أبنائنا ارتداء اللباس المدرسي الكامل".

دفعت فاطمة لكسوة أطفالها الثلاثة (مرحلة ابتدائية) مبلغاً لا يقل عن 26 ألف ليرة سورية. وأمامها الآن مصاريف كبيرة تعادل هذا المبلغ حيث عليها الحصول على حقائب وقرطاسية مكونة من دفاتر وأقلام وغيرها. "لا أدري كيف سأتدبر هذا الأمر. الحياة غدت صعبة جداً في هذا البلد".


نتيجة للأسعار الكبيرة لم تستطع السيدة "اعتدال" شراء أي ثياب مدرسية حتى الآن. فأطفالها الأربعة بحاجة إلى مبلغ لا يقل عن 55 ألف ليرة. "ابني الكبير في الثانوية ويلزمه مبلغ 25 ألف ليرة ثمن ثياب وحقيبة وقرطاسية. أما الأوسط فهو في المرحلة الإعدادية ويلزمه 20 ألفاً على الأقل. وعلي دفع 10 آلاف ليرة لكسوة طفلتي الصغيرة التي تدرس في المرحلة الابتدائية.".

تتابع اعتدال: "المبلغ كبير وليس بإمكاني الحصول عليه حالياً. سأرسل أطفالي باللباس المدني وليحصل ما يحصل!".

ترك تعليق

التعليق