الروس ينظمون مسيرات احتجاجية ضد تغيير سن التقاعد


نظم مواطنون روس مسيرات في كافة أرجاء البلاد احتجاجا على خطة الحكومة لرفع سن استحقاق رواتب التعاقد التي تمنحها الدولة.

وتجمع عدة آلاف في وسط موسكو اليوم الأحد في احتجاج نظمه الحزب الشيوعي.

كما نظم حزب روسيا العادلة احتجاجا آخر في روسيا اجتذب ألفا وخمسمائة شخص.

كما وردت أنباء عن مظاهرات أخرى في اثني عشر مدينة أخرى على الأقل في انحاء البلاد بما في ذلك مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق البلاد وسميفريبول في شبه جزيرة القرم الذي ضمته روسيا وأوميك وبارنول ونوفوسيبيرسك في سيبيريا.

ولم ترد أنباء على الفور عن أي اعتقالات، وتفرض السلطات عقوبة على تنظيم المسيرات.

جرى تقديم الخطة في يونيو / حزيران وتم تمريرها في المداولة الأولى بالغرفة الأدنى للبرلمان.

غير أن المعارضة واسعة النطاق استمرت، وتراجعت شعبية الرئيس فلاديمير بوتين في استطلاعات الرأي بشكل ملحوظ منذ الإعلان عن الخطة.

وفي خطاب متلفز غير عادي للأمة، أقر بوتين الأسبوع الماضي بأن سن التقاعد للنساء سوف يرفع إلى 60 عاما فقط بدلا من السن المقترح وهو 63.

يبلغ سن التقاعد الحالي للنساء 55 عاما.

أبقت الخطة على رفع سن التقاعد بالنسبة للرجال من ستين إلى خمس وستين عاما، مع تنفيذ الخطوات على مدى خمس سنوات.

اجتذبت الخطة معارضة من قطاع عريض بشكل ملحوظ من فئات عمرية ومعتقدات سياسية مختلفة.

نال إليكسي نافالني، الناشط المناهض للفساد وخصم بوتين الذي شكل حركته من شباب، نال قدرا وافرا من التعليم من أبناء المدن، دعا أنصاره للخروج في مسيرات في أنحاء البلاد اليوم الأحد.

شكل أشخاص تتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات الجزء الأكبر من المسيرة الاحتجاجية التي دعا إليها الشيوعيون في موسكو.

المعارضون الصغار للحركة يخشون من أن يؤدي إبقاء كبار السن في قوة العمل إلى تقليص فرص حصولهم على وظائف، بينما يشكو كبار السن من أنهم قد لا يبقون على قيد الحياة ليحصلوا على بدلات تقاعد كافية.

يشار إلى أن متوسط عمر الفرد كان منخفضا في روسيا في تسعينيات القرن الماضي، لكنه ارتفع في السنوات الأخيرة وقد بلغ حاليا سبعا وستين سنة للرجال وثمانية وسبعين للنساء.

أما مؤيدي رفع سن التقاعد فيقولون إن ارتفاع متوسط الأعمار من شأنه زيادة الضغط على موارد بدلات التقاعد إذا لم يتم تعديل سن الاستحقاق.

إصلاح قانون بدلات التقاعد أعلن في يونيو/ حزيران عشية افتتاح فعاليات كأس العالم لكرة القدم الذي استضافته روسيا، ويرى الكثير من النقاد أن التوقيت كان محاولة لطرح فكرة مثيرة للجدل، بينما كان الروس منشغلون بالبطولة.

غير أن مؤشرات شعبية بوتين تراجعت بشكل كبير.

خلص استطلاع للرأي أجراه "صندوق الرأي العام" إلى أن واحدا وستين بالمائة قالوا إنهم يثقون بشكل كامل أو إلى جانب كبير في بوتين، في منتصف أغسطس/ آب، مقارنة بخمس وسبعين بالمائة، قبيل مقترح تعديل سن التقاعد.

ترك تعليق

التعليق