إيران تتحرك للاستحواذ على نصيب من إعمار سوريا


كثّفت السلطات الإيرانية، تحركها، في الآونة الأخيرة، لضمان نصيب من مشاريع إعادة إعمار سوريا، عبر اتفاقية رسمية مع نظام الأسد، إلى جانب المشاركة في معرض مرتقب بدمشق.

وحسب وكالة "الأناضول" التركية، أجرى وفد من وزارة الطرق وبناء المدن الإيرانية، زيارة إلى سوريا، وقّع خلالها اتفاقية مع النظام بشأن إعادة الإعمار، وذلك قبل أسبوعين من الآن.

وقال تيمور بشير كنبدي، المدير العام للدائرة الدولية التابعة للوزارة، إن المقاولين الإيرانيين سيتولون بموجب الاتفاقية مهمة إعادة إعمار سوريا.

وفي تصريح لوكالة "مهر" الإيرانية، اليوم السبت، أشار كنبدي إلى أن من بين أهم بنود الاتفاقية، الإشراف على إنشاء 30 ألف مسكن في سوريا.

وأوضح أن الاتفاقية تنص أيضاً على المشاركة الإيرانية في صيانة البنية التحتية للمواصلات في سوريا، وخاصة السكك الحديدية.

ولفت إلى أن وزارة الطرق وبناء المدن تولي أهمية استراتيجية أيضاً لمشروع ربط إيران بدول شرق المتوسط، عن طريق خط حديدي.

وبيّن أن الخط الحديدي سيمر بمدينة البصرة العراقية، ومنها إلى منطقة البوكمال ثم مدينة ديرالزور في سوريا.

وأكّد أن بلاده أجرت مباحثات مع النظام السوري والحكومة العراقية في هذا الإطار.

واعتبر أن هذا الخط سيساهم في قطاع النقل الإيراني، ويطور السياحة الدينية بين إيران والعراق وسوريا.

في سياق متصل، اعتبر مدير مكتب منظمة تنمية التجارة الإيرانية، أن مشاركة بلاده في "المعرض السوري الرابع لإعادة الإعمار"، ستوفر الأرضية اللازمة لانخراط الشركات الإيرانية في إعادة إعمار سوريا.

وقال المدير العام للمكتب العربي الإفريقي في المنظمة فرزاد بيلتن، إن سوريا تعتبر شريكاً اقتصادياً استراتيجياً لإيران، وتخطط منظمة تنمية التجارة لإيجاد أرضية لمشاركة الشركات الإيرانية في إعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية والصناعية السورية.

وحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أضاف بيلتن أن حضور الشركات الإيرانية في معرض إعادة الإعمار، الذي سيقام في دمشق في الفترة من 2 إلى 6 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، يمثل فرصة جيدة لإظهار قدرات بلاده في مجال الخدمات التقنية والهندسية، كما سيسمح بتحديد الاحتياجات الفعلية لسوريا في مختلف الخدمات الصناعية والهندسية.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن صادرات بلاده إلى سوريا آخذة في الازدياد في السنوات الأخيرة، موضحا أن سلع التصدير الرئيسية تشمل المواد الكيميائية والمكملات الصيدلانية ومواد البناء.

وبلغ حجم التجارة بين إيران وسوريا في السنوات التي سبقت العام 2012، حوالي 545 مليون دولار، لكنه انخفض بعد ذلك وانحدر حتى العام الماضي إلى 185 مليون دولار، حسب أرقام نشرتها "إرنا".

ونشرت إيران جنوداً ومليشيات في سوريا منذ عام 2013، وهي تدعم نظام الأسد على الصعيد السياسي والعسكري.

وأنفقت الحكومة الإيرانية مبالغ كبيرة من الأموال في سوريا، إلى جانب خسائرها العسكرية الكبيرة.

وفي شباط/ فبراير الماضي، دعا اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، بلاده لعقد اتفاقيات طويلة الأمد في سوريا من أجل تعويض ما أنفقته في الحرب.

ترك تعليق

التعليق