"دودة اللوز" تفتك بمحصول القطن في محافظات الجزيرة


فتكت "دودة اللوز" بحقول القطن في محافظات الجزيرة خلال الشهر الجاري، بعد فشل معظم محاولات المكافحة بالمبيدات الحشرية، ما ينذر بخسائر فادحة للمزارعين.

وأكد مصدر من الزراعة التابعة للإدارة الذاتية، انتشار دودة جوز القطن بشكل كبير في حقول القطن ما سيسبب تراجعاً كبيراً في حجم الإنتاج، مشيراً إلى أن قلة موجات الصقيع بالشتاء سمحت للدودة بإكمال دورة حياتها فانتشرت بشكل كبير لكنها لن تقضي على المحصول كاملاً.

وقال المصدر لـ "اقتصاد" أن الإدارة حذرت مهندسيها وموظفيها والصيدليات الزراعية من السماح للمزارعين برش المبيدات الحاوية على الفوسفور العضوي، ناصحاً مربي الأغنام بعدم ضمان الحقول المرشوشة بهذا المبيد لأنه يسبب حالات تسمم للحيوانات التي تأكل بقايا المحصول وهو يؤثر على حليبها ولحومها مع إمكانية انتقالها للإنسان وتركز المادة السامة في الكبد.


وقال المزارع "أبو محمد" من منطقة رأس العين لـ "اقتصاد" إنه استسلم للإصابة الحشرية لأنها انتشرت بشكل فظيع بنحو 50 دنماً من أرضه زرعها بمحصول القطن، مبيناً أنه لم يستخدم المبيدات الحشرية علّه يستطيع بيع "المجموع الخضري" لمربي الأغنام أو كما سماها "الضمان".

وأضاف المزارع أن بعض جيرانه اختاروا أن يتركوا القطن دون مكافحة لذات السبب بينما فشل أغلب مزارع المنطقة بتحقيق نتائج رغم رش المبيدات مرات عديدة، بينما فضل مزارعو منطقة المبروكة بيعه ليكون مرعى مبكراً للأغنام.

وحسب المزارع، فإن محيط شرق مدينة "رأس العين" خالٍ من الحقول السليمة من الإصابات بـ "دودة الجوز" أو "اللوز"  باستثناء حقول على أطراف بلدة "أبو رأسين"، فقد كافح أصحابها مرات كثيرة وبإشراف خبراء زراعيين.


وأضرت المكافحة الكيميائية بأسراب النحل "السارحة" في الحقول إلى جانب تسمم الكثير من عمال الزراعة والفلاحين نتيجة استخدام مبيدات عالية التركيز نقلوا على إثرها إلى مشفى رأس العين.

وتوقع خبراء بينهم رئيس دائرة الوقاية بالحسكة، المهندس طلال الحيجي، أن الحقول المصابة بديدان اللوز الشوكية والأمريكية ستتخلص منها إذا اشتدت الحرارة للقضاء على الديدان، فالمكافحة الكيميائية غير مجدية لأن الحرارة ليست كافية ولم تصل للعتبة الاقتصادية للقضاء على الديدان.

وتتركز معظم حقول القطن في منطقتي "رأس العين" و"أبو راسين"، فيما يقدر إجمالي مساحة القطن المزروعة في الحسكة بـ 5565 هكتاراً ، وفق مديرية الزراعة.
 

وفي الرقة، دفع توفر مياه الري وانخفاض سعر السماد من 1.2 مليون إلى 200 ألف ليرة لزيادة المساحات المزروعة بالقطن نظراً لارتفاع سعره إلى 300 ليرة هذا العام، واستخدم معظمهم البذور التركية المنشأ ذات الإنتاج العالي ومبكرة النضوج، لكن دودة الجوز أتت على معظم المحصول قبل تفتح الجوز.

وحسب المزارع عبد الهادي فإنه وجيرانه من مزارعي القطن في قرية "كديران" ومزرعة "اليمامة" دفعوا 50 ألف ليرة على كل ا دنم كثمن مبيدات ومضادات حشرية وأجور عمال وغيرها من التكاليف، وفي حال اشترى مربو الأغنام الدنم من الحقل بسعر 20 ألف ليرة كما هو معروض اليوم ستتقلص خسارتهم إلى 30 ألف ليرة سورية.

وتوقع المزارع أن يحجم المربون عن "ضمان" الحقول التي رشت بالمبيدات الحشرية أكثر من مرة.

ويرجع "عبد الهادي" وغيره من المزارعون وجود هذه الآفة إلى عدم حدوث موجات صقيع خلال الشتاء لتقضي على الحشرات وتفاوت درجات الحرارة بين الليل والنهار خلال شهري تموز وآب. بينما يرى خبراء زراعيون أن المشكلة قد تكمن في نوعية البذور المستوردة أو المبيدات.

وحسب المهندس الزراعي "عبد الرحمن"، المسؤول السابق بزراعة الرقة، فإن البذور التركية قد تكون غير صالحة أو غير ملائمة لتربة المنطقة ومناخها، مضيفاً أن بعض المبيدات الحشرية غير فعالة ومغشوشة فلا فعالية لها بمكافحة الدودة، التي لديها القدرة على التكيف أصلاً.

وقدّر المهندس نسبة الإصابة بدودة الجوز بـ 80% على الأقل في حقول الريف الغربي.

كما ظهرت إصابات حشرية في محصول القطن تمثلت بانتشار دودة اللوز الشوكية في الحقول بنسب متفاوتة في المساحات المحدودة غرب دير الزور وشمالها، حيث قالت مديرية الزراعة التابعة لحكومة النظام إنها اتبعت أسلوب المكافحة الحيوية.

ترك تعليق

التعليق