في شمالي حلب.. كساد الأضاحي يكبّد تجار المواشي خسائر كبيرة


أدى كساد الأضاحي وضعف الإقبال عليها في أيام عيد الأضحى، إلى خسائر كبيرة تكبدها تجار الماشية والمربون، في مناطق ريف حلب الشمالي الخاضع لفصائل المعارضة المقرّبة من تركيا.

ومرد ذلك الكساد، بحسب مصادر محلية، إلى ضعف الإقبال على الأضاحي، وارتفاع أسعارها مقارنة بدخل الفرد المتدني، إلى جانب عزوف العديد من المنظمات المدنية والإغاثية عن شراء الأضاحي.

وفي سوق الماشية بمدينة مارع، شمالي حلب، فإن تاجر ومربي الأغنام والأبقار، "أبو يوسف"، يجد نفسه في ورطة كبيرة، مؤكداً لـ"اقتصاد"، أن مجموع ما تم بيعه خلال أيام عيد الأضحى من رؤوس الأغنام والأبقار، لم يتجاوز ربع عدد الرؤوس التي لديه.

ويضيف أبو يوسف، معبراً عن حالة من القلق، "بسبب الكساد، فإن أسواق اللحوم تتجه للانخفاض أكثر".

وحول أسعار اللحوم، ذكر التاجر أن سعر الكيلو الواحد (لحم غنم قائم) انخفض عن 1000 ليرة سورية، بينما سجل ما قبل فترة العيد 1100- 1200 ليرة سورية، فيما تهاود سعر الأبقار بمعدل 50 ألف ليرة سورية لكل رأس.


واعتبر أبو يوسف، أن "هذا السعر متدنٍ مقارنة بتكلفة تربية المواشي، غير أنه في الوقت ذاته غير متناسب ومستوى الدخل في المنطقة".

وعلى مقربة من أبو يوسف، وصف الجزّار "محمد"، موسم العيد والأضاحي الماضي، بأنه "من أصعب المواسم التي تمر على المنطقة".

وقال لـ"اقتصاد" إن "غالبية التجار والمربين تكبدوا خسائر كبيرة"، عازياً ذلك إلى المضاربة ما بين المربين، بسبب قلة الإقبال على شراء اللحوم.

وأضاف الجزّار، أن المربين يخشون من كساد الماشية، الأمر الذي يضطرهم إلى البيع بسعر منخفض على تحمل ارتفاع أسعار الأعلاف، بسبب ضعف الموسم الزراعي.


 وفي السياق أبدى مربي المواشي أحمد سالم، مخاوفه من كساد المواشي لديه، مؤكداً أن أسعار المواشي تتجه للانخفاض وقال "نتمنى أن تكون خسائرنا ليست كبيرة، لكن لا يبدو أن الأمر سيكون كذلك".

 وتابع سالم في حديثه لـ"اقتصاد"، أنه من المعروف في هذه الفترة من كل عام أي ما بعد عيد الأضحى، أن أسعار الماشية تسجل  تهاوداً، واستدرك "لكن ليس لهذه الدرجة، فالسعر نزل أكثر من 100 ليرة سورية للكيلو الواحد".

وعن الأسباب التي أدت إلى ذلك، أشار سالم إلى تأثر اقتصاد المنطقة بانخفاض سعر صرف الليرة التركية، مؤكداً أن الموظفين من عسكريين ومعلمين وموظفين في المجالس المحلية والمراكز الصحية والخدمية الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة التركية، هم عماد المنطقة على الصعيد الاقتصادي.

واعتبر أن انخفاض قيمة الرواتب التي يتقاضاها هؤلاء عمّق من الحالة الاقتصادية المتردية التي تعيشها المنطقة، فضلاً عن عزوف المنظمات عن شراء الأضاحي.

ترك تعليق

التعليق