معضلة تجديد جوازات السفر.. كيف يتصرف السوريون في مصر؟


بين فروع الهجرة والجوازات في مصر، والسفارة السورية بالقاهرة، يُضيّع السوري في مصر أياماً من حياته تاركاً عمله أو جامعته، منتظراً دوره بين حجز مواعيد وتسليم للأوراق ومن ثم استلامها، في دوامة لن تنتهي على ما يبدو.

وكما كان متوقعاً من حالات الازدحام الشديدة على الموقع الالكتروني للسفارة السورية بالقاهرة، أدى ذلك إلى انتهاء صلاحية جوازات سفر عشرات الآلاف من السوريين في مصر، وبخاصة مع طلب حجز الكتروني منفرد لكل فرد من أفراد الأسرة، وهذا يعني أن عائلة مؤلفة من خمسة أفراد سيحتاجون لحجز خمسة مواعيد منفردة وغالباً يكون دورهم في أيام مختلفة وليس بذات اليوم.

"اقتصاد" تابع هذا الملف من جديد، والذي تكاد لا تخلو مجموعة أو صفحة للسوريين في مصر من منشورات يومية تتحدث عن معاناتهم وتجاربهم حياله. وقد التقينا ببعض السوريين ليحدثونا عن تجاربهم مع السفارة السورية بالقاهرة.

بعد شهر.. نجحت بحجز موعد
 
هكذا بدأ محدثنا "أبو معن" كلامه، "بعد شهر من المحاولات اليومية وكل يوم على الكمبيوتر، فاتح موقع السفارة ع الانترنت وبجانبي جواز سفري لإدخال بياناته، منتظراً أن تدق الساعة الواحدة ظهراً لكبس زر الارسال على الكمبيوتر، أمضيت شهراً من حياتي أو ضيعته بلا فائدة، وبالنهاية تمكنت من الحصول على موعد وقدمت أوراق جواز سفري وأنتظر حالياً استلامه".

الحجز أسهل من ذي قبل.. ويحتاج انترنت سريع

"تحسين"، سوري مقيم في الإسكندرية تجد له تعليقات عديدة على مجموعات السوريين في مصر يقدم فيها إرشادات للسوريين الراغبين بالحجز على موقع السفارة ويحذرهم من التعامل مع سماسرة يبتزونهم مادياً. "اقتصاد" تحدث معه، وسأله عن رأيه بهذا الأمر فأجابنا: "منذ أكثر من شهرين لم يعد هذا الضغط الكبير موجوداً على موقع السفارة الالكتروني كما كان قبل الآن، كل ما يحتاجه الأمر أن يكون لديك انترنت سريع في المنزل وأن تدخل موقع السفارة قبل الساعة الواحدة ظهراً بربع ساعة وتملئ بياناتك في قسم حجز جوازات السفر وبمجرد أن تصبح الساعة الواحدة بالضبط تضغط على زر الادخال وإن لم تفلح من أول مرة بإمكانك المحاولة بعدها بعدة دقائق".

ويعتقد "حسين"، أن موقع السفارة السورية بالقاهرة، يتيح الحجز لـ 100 شخص موزعين على يومين، وغالباً الموعد يكون بعد 15 إلى 20 يوماً من تاريخ الحجز، ولكل فرد من أفراد الأسرة يجب أن يُحجز له دور منفصل.

السفر إلى سوريا.. كحل

على مبدأ الحاجة أم الاختراع، وجد كثير من السوريين ضالتهم للتخلص من معضلة حجز موعد السفارة ومن الازحام والوقت الطويل الذي يستغرقه استصدار جواز سفر وبطريقة أوفر نسبياً، وهي أن تسافر العائلة أو بعض أفرادها، إلى سوريا، لتجديد جوازات السفر.

حيث تكلفة تجديد جواز السفر للشخص الواحد في السفارة يبلغ 300 دولار أمريكي للعادي وللمستعجل 800 دولار ويحتاج العادي من شهر ونصف إلى 3 أشهر، والمستعجل لأسبوعين، حتى يتم تجديده. بينما تكلفة التجديد في سوريا لا تتعدى 30 ألف ليرة سورية، أي أقل من 60 دولاراً، إذا أراد استصدارها خلال 24 ساعة، و12100 ليرة، أي نحو 23 دولاراً ويصدر خلال أسبوع يضاف إليها ثمن تذاكر الطيران من وإلى سوريا ذهاباً وإياباً للبالغ، قرابة 200 دولار أمريكي، وبالنسبة للمغتربين يتم دفع 300 دولار رسم اغتراب للجواز العادي و800 دولار للمستعجل.

وقد حدثتنا السيدة "مها" عن تجربتها في هذا المجال قائلة: "لدي 4 أولاد وزوجي وأنا، وقد انتهت صلاحية جميع جوازات سفرنا معاً، مما يعني أنه كان علينا تأمين مبلغ 1800 دولار أمريكي لتجديد جوازات سفرنا، وهو مبلغ غير متوفر معنا أصلاً حيث زوجي يعمل في مصنع ولا يتعدى راتبه 4000 جنيه مصري، وسمعنا كثيراً عن صعوبة الحجز بالسفارة أصلاً لأخذ موعد، فكان الحل أن أسافر إلى سوريا طالما معي إقامة سنوية، وأخذت جوازات سفر العائلة وجددتها، وعدت بعد أن زرت أهلي وأقاربي مستغلة الفرصة، وكل التكلفة لم تتجاوز 600 دولار لسفري وعودتي بما فيها رسوم التجديد وثمن تذاكر الطيران وإقامتي في سوريا لشهر كامل".

وننوه هنا إلى أنه يتوجب دفع رسم مغترب على كل جواز سفر 300 دولار، في سوريا، ولكن أخبرتنا محدثتنا، السيدة "مها"، أن  أحد أقاربها جدد الجوازات لها بعلاقاته داخل الهجرة والجوازات وكأن العائلة كلها في سوريا.
 
وربما تكون السيدة "مها" استطاعت السفر إلى سوريا، وحل مشكلة الحجز والمبلغ الكبير المفروض كرسوم، ولكن هناك آلاف غيرها يمنعهم تخوفهم الأمني من السفر لسوريا، لتجديد جواز السفر أو غيره، والبعض الآخر لا يملك أصلاً المبلغ المطلوب لتجديد جواز سفره لا بالسفارة ولا حتى بتكاليف السفر إلى سوريا، وهؤلاء لا حل أمامهم إلا الانتظار.

ترك تعليق

التعليق