"دوارات" حمص.. سبيل أغنياء المدينة المهجّرين، للتقرّب من النظام


 يتسابق بعض أغنياء حمص ومغتربيها إلى إعادة تأهيل بعض الحدائق والدوارات الطرقية ونوافير المياه وإنارتها في بعض الحارات المشهورة في مدينة حمص. ويتم بعد الانتهاء من أعمال التأهيل وضع لافتات يكتب عليها اسم المتبرع. وفي هذا السياق، برزت العديد من الأسماء، وكان على رأس القائمة كالمعتاد رجل الأعمال المغترب، المرتضى الدندشي، "مجموعة الدندشي للمشاريع الصغيرة"، وذلك عبر إعادة تأهيل حديقة "الدبلان".

وسُجل أيضاً تبرع "الدكتور رشيد الفيصل" في إعادة تأهيل دوار "البجعات"، بشارع زكي الأرسوزي، من حيث تجديد الحركات المائية والإنارة والزراعة في الدوار. ومن ثم قامت مديرية الحدائق بصيانة وتجهيز الحديقة المقابلة لدوار "البجعات بالحمرا"، وتم وضع مرشات وبعض المقاعد الخشبية وقص العشب وتقليم الأشجار، كما قامت دائرة الإنارة بوضع المصابيح لإنارة الحديقة.

في حين قام المهندس المغترب "عبد اللطيف عدي" بتقدمةٍ لتأهيل دوار الجامعة وقامت بالتنفيذ المهندسة "رنا عدي" وتم الاشراف من قبل مديرية الحدائق ومديرية الأشغال في حكومة النظام.

وسُجّل قيام "هيثم الفارس" بتقدمةٍ لحكومة النظام لإعادة تأهيل "دوار النخلة" وصيانة إنارة الدوار.

كما تم تأهيل حديقة "ابن الصبان في حي عكرمة الجديدة" الواقعة جنوب شارع الحضارة من قبل شركة "سيريتيل" -المعروف صاحبها-، وشملت أعمال التأهيل زراعة المرج وصيانة شبكة الري وتأهيل إنارة الحديقة وتنفيذ ممرين للمشاة وتركيب عشرين مقعد وصيانة سور الحديقة، وبالمقابل قامت مديرية الحدائق بتقليم الأشجار وتنظيفها من الأعشاب والأوساخ.

وقام "إياد دراق السباعي" (مجموعة الأهلي للأدوية) بالتبرع لتأهيل دوار الشبيبة (دوار زكي الأرسوزي) في حي الحمراء وسط حمص.

كما تقدم صاحب شركة طراودة التجارية بمساهمة لمجلس مدينة حمص لتأهيل دوار النزهة.

واللافت في أعمال الترميم والتأهيل هذه قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp بالمشاركة في تأهيل دوار الرئيس من دراسة وتنفيذ المسطحات الخضراء وعناصر الإنارة وترميم كافة القطع الحجرية في جسم الدوار وإعادة تأهيل نصب "حافظ الأسد" بيد الفنان الحمصي إياد بلال.

لا تقترب السياج.. "مكهرب"

يرى الكثير من "الحماصنة" أن "الحدائق والدوارات" تحولت بعد إعادة تأهيلها من متنفس لسكان حمص إلى مجرد منظر جمالي، إذ بعد الانتهاء من عمليات التأهيل تم وضع سياج معدني وأحياناً السياج يكون "مكهرباً" لمنع دخول الناس والجلوس في الدوار حتى لا يتم تخريبه.

يركز مجلس مدينة حمص كل اهتمامه على تأهيل الدوارات، وبعض الحدائق، ويتم رصد جميع المبالغ المقدمة - وهي مبالغ بعشرات ملايين الليرات- من أهالي حمص، في تأهيلها. وهنا يبرز السؤال على لسان بعض الحماصنة، حسبما يرى "مصطفى"، أحد من تحدث لـ "اقتصاد"، "لما لا يهتم المتبرعون ويسلطون الضوء على مشاريع لتخديم الحارات المنكوبة من صرف صحي ومد قمصان اسفلت وترحيل للأنقاض لتسهيل عودة الأهالي لتلك الحارات؟!".

استغلال من النظام بعد الترميم

وكالعاده تعمل حكومة النظام بعد صرف قيمة المال المتبرع من أبناء حمص على تأهيل الحدائق، على استغلال "الحماصنة" حيث تطرحها للاستثمار ككافتيرات ومطاعم، فلمَ "لا تبقى متنفساً للمواطنين؟!".

كيف استقبل أهالي مدينة حمص مشاريع تأهيل الحدائق والدوارات؟

 استطلعنا عدد من شكاوي ومقترحات الأهالي لأبنائهم المغتربين والراغبين بالتبرع:

يرى "أبو أحمد" أن يرصد أحد المتبرعين المبلغ المتبرع به لتأهيل المنطقة الصناعية من إزالة للأنقاض ووضع حواجز اسمنتية عوضاً عن الانقاض وتسكير للحفر لعله بعودة المنطقة الصناعية تتوفر فرص عمل.

في حين يرى "أبو إياد" إن تم رصد مبالغ المتبرعين للدوارات الطرقية، لما لاتكون في تلك التي تخدم الحركة المرورية المختلفة مثل دوار مساكن الشرطة وغيره وليس الاكتفاء بالشكل الجمالي للحارات البارزة فقط في حمص.

أما "أبو ابراهيم" فيقول: "ما فائدة الدوارات والحدائق إذا العالم مارجعت لبيوتها"، ويضيف: "لماذا لا يتم تأهيل المناطق التي حدث فيها دمار؟!".

"أحمد الحمصي" يقول: "الاهتمام يتركز على سوق السيارات.. الدوارات.. الحدائق.. كل ما يهم الطبقة "الارستقراطية"، أما باقي الشعب المعتر عم ينتظر بيته ليترمم".

 ويقول "أبو فراس" في رأيه المستهزء: "أحلى شي وقت تكون عم تتفرج ع هالدوارات التحفة ودواليب سيارتك عم يتأرضو بالجور والريكارات، الحفريات والمجارير مفتوحة والطرقات محفرة والحالة بدا حلال ليحلها".

وكان رأي "أبو محمد": "لي مابيشيلو أحجار الباطون ع دوار المواصلات القديم صاير مرآب للمصرف القريب منه، وحوادث كتير عم تصير، كذلك الأمر بالنسبة لدوار الفاخورة ودوار باب تدمر ودوار العباسية".

ومن شكاوي بعض سكان حمص أيضاً

دوار مساكن الشرطة عبارة عن دائرة من تراب و"كم حجرة"، مع أنه دوار رئيسي، وكذلك الأمر بالنسبة لدوار 8 آذار، لماذا لا توزع المبالغ الكبيرة للمتبرعين بها، لتأهيل عدد أكبر من الدوارات بشكل توزع فيه المبالغ لإعادة تأهيل كامل الطرقات ومن دون مبالغة في تأهيل "كم دوار للبروظة".

"لماذا لا تقوم حكومة النظام بترميم باقي الحدائق والدوارات من دون تقدمة وتبرعات، أو ليس النظام هو المسؤول عن هذا الحطام والدمار والمسبب له؟".

ساحة الزاوية في باب هود ومعها حديقة مديرية الصحة. أصبحت مكبات للنفايات ومرتع للحيوانات الشاردة، الحديقة في طريق الشام مقابل حلويات الوفاء أصبحت مكب للنفايات وكذلك الحديقة خلف جامع الدروبي. القمامة أصبحت في كل مكان في مدينة حمص.
أحد الحماصنة يقول لـ "اقتصاد": "ياريت تحطو حاويات وسلات بالطرقات، النفايات تملأ الشوارع والحارات".

ولسان الحال يقول: "بكل كسرة بشارع البرازيل بتلعن ** الميزانية رقعولنا اياهم قبل ماتتبروظو بالدوارات".

أين التبرعات من الأحياء والمشافي والمدارس المدمرة؟

 في مقابل ذلك يتسأل الحماصنة: "ياأخي لو عم تتبرعو للمشافي.. لإنشاء مدرسة نص مصيبة ..".

تقول "أم حسين": "ياريت تتم إزالة هالاستثمارات للحدائق صار الواحد مافي يدخل عالحديقة بدون مصاري وكأنو ناقصنا بلاوي".

وتتابع شكواها التي بثتها لـ "اقتصاد": "ياريت يصلحو الصرافات عالقليلة أهم من هالدوارات. ماكان في طريقة أحلى من هالسور الحديد لمنع الناس من الجلوس بالحدائق، ياريت ماعم تتأهل هالحدائق عالقليلة كنا نقعد بهالحدائق ونتنفس".

ورغم كل المآسي يبقى حال المواطن الحمصي كالمعتاد، يتناول الموضوع بظرافته المعتادة، فيعلق "حسن" قائلاً: "الحمدلله على نعمة "الدوارات" بهالبلد، صار عنا حدائق ممنوع الاقتراب منها حتى ما تتكهرب حفاظاً على سلامة العشب واليافتات".

ترك تعليق

التعليق