درعا.. التوجس ينعكس سلباً على اقتصاد العيد


على الرغم من حالة الهدوء التي تشهدها محافظة درعا، بالتزامن مع توقف المعارك في جل مناطقها، إلا أن واقع الحال يشير إلى حالة من الخوف والتوجس، باتت تسيطر بإحكام على أهالي حوران في معظم مناطقهم، وذلك لعدم قدرتهم على معرفة أو توقع ماذا ينتظرهم في قادم الأيام، الأمر الذي انعكس سلباً على جميع الأنشطة الحياتية، بشكل عام، والأنشطة الاقتصادية بشكل خاص.

ويشير المحامي "أبو قيس الحوراني"، إلى أن أمور المحافظة بعد أن أصبحت تحت سيطرة قوات النظام، تبدو ضبابية، ولا يستطيع أحد أن يتكهن أو يتوقع ماذا سيحصل فيها غداً، سيما وأن قوات النظام، وأجهزته الأمنية، لم تغير من سلوكها تجاه المواطنين قيد أنملة، رغم التسويات والمصالحات التي عقدت في معظم مناطق درعا بضمانات روسية.

وأضاف أن عمليات الدهم والاعتقالات في جميع مناطق المحافظة، باتت تحدث كل يوم، دون أن يحرك الضامن الروسي ساكناً، وهو ما تسبب بتراجع التحضيرات والاستعدادات لعيد الأضحى، وبتراجع النشاط الاقتصادي في معظم مناطق المحافظة، وانعكس سلباً على حركة البيع والشراء ومشاريع الإعمار وإعادة البناء، بما في ذلك النشاطات الحياتية اليومية.

ويقول الناشط "أبو سفيان"، إن عيد الأضحى هذا العام، مثله مثل نسخه السابقة من الأعياد، التي مرت في ظل الثورة، فهو مليء بالذكريات الحزينة والمآسي، لا فرح فيه ولا مظاهر خاصة، موضحاً أن الجديد فيه، هو ازدياد المناطق المنكوبة بفعل الحرب، وازدياد عدد الأسر الفقيرة، التي أصبح همها اليومي هو الحصول على قوت يومها فقط.

وأضاف أن الفقر والعوز والحرمان، أصبحت ثلاثية تسيطر على كل مظاهر الحياة في العديد من المناطق في ريف درعا، حتى بات مجرد التفكير بإحياء طقوس العيد، ولو على نطاق ضيق، ضرباً من الرفاهية.

ويقول "أبو مازن"، وهو مهندس زراعي وأحد مربي الثروة الحيوانية، إن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام ضئيل جداً، لافتاً إلى أن هناك رغبة كبيرة لدى الناس في تقديم الأضاحي بهذه المناسبة الدينية، لكنهم لا يملكون المال الكافي ولا السيولة المالية لذلك، مفضلين إنفاق ثمن الأضاحي على احتياجاتهم اليومية كأولوية.

وحول أسعار الأضاحي، أشار "أبو مازن" إلى أن الخروف يباع بسعر يصل إلى ما بين 60 ألف ليرة سورية و100 ألف ليرة سورية، وذلك حسب وزنه، لافتاً إلى أن سعر الكغ للخروف زنة 40 كغ وما دون نحو 1500 ليرة سورية، فيما يصل سعر الكغ للخراف، زنة أكثر من 45 كغ نحو 1600 ليرة سورية للكغ قائماً.

وأضاف أن سعر الجدي أو العنزة، يتراوح ما بين 35 ألف و45 ألف ليرة سورية، وقد يصل إلى 55 ألف ليرة سورية، فيما يصل سعر العجل إلى 250 ألف ليرة سورية وأكثر، حيث يبلغ سعر الكغ قائماً 1400 ليرة سورية.

وحول حركة الأسواق في بعض مناطق درعا، أفادت مصادر خاصة لـ "اقتصاد"، أن حركة الأسواق كانت مقبولة في مناطق التسويات والمصالحات، التي لم يدخلها النظام محارباً ولم تتضرر بنيتها التحتية على نطاق واسع، كمناطق طفس ودرعا وجاسم ونوى وانخل والحارة، فيما كانت حركة التسوق شبه معدومة في مناطق ريف درعا الأقصى، في سحم الجولان وتسيل والشجرة ومعرية، وأفضل قليلاً في ريف درعا الشرقي، في صيدا ومعربة والحراك وغيرها.

وأفادت المصادر أن حلويات ضيافة العيد في مناطق حوض اليرموك، غير متوفرة، لعدم وجود محلات لتداولها، حيث شهدت أسواق تلك المناطق تدميراً كاملاً، كما لا تتوفر فيها أي ملابس أو محال تجارية، باعتبار تلك المناطق، مناطق منكوبة بالمعنى الحرفي للكلمة.

وحول الحلويات في باقي مناطق المحافظة، فهي متوفرة حسب شهود عيان تحدثوا لـ "اقتصاد"، ويغلب عليها النوع الشعبي، الذي تتراوح أسعاره ما بين 1000 و1500 ليرة سورية، فيما تتوفر جميع أنواع الحلويات في مدينة درعا وبأسعار تصل إلى ما بين 3500 و5000 ليرة سورية للمتوسط منها.

ترك تعليق

التعليق