لا تقدم في مباحثات حول سوريا وأوكرانيا وخطٍ للغاز.. بين روسيا وألمانيا



بحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصراع في كل من أوكرانيا وسوريا بالإضافة إلى الوضع في إيران ومشروع خط لأنابيب الغاز أثار غضب الولايات المتحدة وذلك خلال محادثات صعبة جرت بينهما خارج برلين وانتهت دون تحقيق تقدم واضح.

وحسب "رويترز"، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إنه لم يتم التوصل لاتفاق ولكن الاجتماع كان يستهدف ببساطة "مراجعة المواقف" بعد اجتماع ميركل مع بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود في مايو أيار.

وقبيل الاجتماع، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوروبيين إلى المشاركة مالياً في إعادة إعمار سوريا للسماح لملايين اللاجئين بالعودة إلى منازلهم، وذلك خلال زيارة لألمانيا.

وحسب "فرانس برس"، قال بوتين قبل مباحثات مع المستشارة أنجيلا ميركل، "يجب تعزيز البعد الإنساني في النزاع السوري، وأقصد من ذلك قبل كل شيء المساعدة الإنسانية للشعب السوري، ومساعدة المناطق التي يمكن أن يعود إليها اللاجئون الموجودون في الخارج".

وذكر بأن هناك مليون لاجئ في الأردن وعدداً مماثلاً في لبنان وثلاثة ملايين في تركيا.

واستقبلت ألمانيا مئات آلاف السوريين منذ 2015 حين بلغت أزمة الهجرة ذروتها، ما أدى إلى انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وأضعف ميركل سياسياً.

ونبه بوتين إلى أن أزمة اللاجئين "يمكن أن تشكل عبئاً هائلاً على أوروبا"، مضيفاً "لهذا السبب ينبغي القيام بكل شيء ليعود هؤلاء الناس إلى منازلهم"، ما يعني عملياً إعادة تأمين الخدمات الأساسية مثل شبكتي المياه والكهرباء والبنى التحتية الطبية.

من جهتها، اعتبرت ميركل أن الأولوية في سوريا هي "تفادي كارثة إنسانية"، من دون أن تخوض في التفاصيل.

ولفت بوتين أيضاً إلى أنه سيبحث مع ميركل في تسوية الأزمة الأوكرانية التي "لا تحرز أي تقدم مع الأسف".

بدورها، لاحظت المستشارة أن عملية السلام التي نصت عليها اتفاقات مينسك برعاية ألمانيا وفرنسا معطلة تماماً، مشيرة إلى عدم وجود "وقف دائم لإطلاق النار" في شرق أوكرانيا. واعتبرت ان ارسال بعثة للامم المتحدة الى هذه المنطقة "قد يكون له دور في ارساء السلم" فيها. وعبّرت ميركل عن أملها في بذل جهود جديدة للفصل بين القوات العسكرية الأوكرانية والانفصاليين على خطوط الجبهة في إقليم دونباس.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم السبت في مقابلة تنشرها صحيفة دي فيلت أم زونتاج الأحد "نريد إعطاء دفعة جديدة لعملية مينسك للسلام".

وأضاف أن التفاوض بشأن رفع العقوبات عن روسيا مرهون بتنفيذ اتفاق مينسك.

من جانب آخر، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن الزعيمين يعتبران مشروع خط أنابيب نوردم ستريم 2 مشروعاً تجارياً محضاً على الرغم من الهجمات المستمرة من الحكومتين الأمريكية والأوكرانية.

وقال للصحفيين قبيل عودة بوتين إلى روسيا "هذا هو السبب في ضرورة اتخاذ إجراءات ضد الهجمات المحتملة غير التنافسية وغير القانونية من دول ثالثة من أجل استكمال هذا المشروع في نهاية الأمر".

ولم يتضح بشكل فوري ما الذي تنطوي عليه هذه "الإجراءات".

وروسيا وألمانيا شريكتان في مشروع خط الغاز "نورث ستريم 2" الذي انتقده الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشدة ويتوقع أن يؤدي إلى مضاعفة قدرات الضخ عبر بحر البلطيق من دون المرور بأوكرانيا.

وأكدت ميركل في بداية المحادثات توقعها استمرار قيام أوكرانيا بدور في نقل الغاز إلى أوروبا ورحبت ببدء مباحثات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وروسيا بشأن هذه القضية.

وقال بوتين الذي كان يتحدث في قلعة ميزبيرج الحكومية الألمانية إن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون منطقية من منظور تجاري.

وتقول الولايات المتحدة إن هذا المشروع سيزيد اعتماد ألمانيا على روسيا فيما يتعلق بالطاقة بينما تخشى أوكرانيا أن يسمح الخط لروسيا بإقصائها عن العمل في مجال نقل الغاز. كما أثارت أيضاً دول مجاورة لألمانيا في شرق أوروبا، أغضبتها تجاوزات روسيا، مخاوف من هذا المشروع.

وقال بيسكوف إنه لم تجر يوم السبت مناقشة تهديد الولايات المتحدة باحتمال فرض عقوبات على الشركات التي تشارك في هذا المشروع.

وقالت ميركل وهي تقف إلى جوار بوتين خارج قلعة ميزبيرج قبل المحادثات إن على البلدين، ولا سيما روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مسؤولية حل القتال المستمر في أوكرانيا وسوريا.

وأضافت ميركل أنها تعتزم أيضاً إثارة قضايا حقوق الإنسان مع بوتين وبحث العلاقات الثنائية.وقالت "أنا مع الرأي القائل إن القضايا الخلافية لا يمكن علاجها إلا من خلال الحوار".

وكان بوتين قد وصل إلى ألمانيا مساء السبت بعد توقف في النمسا لحضور حفل زفاف وزيرة الخارجية كارين كنايسل على رجل الأعمال فولفجانج مايلينجر.

ترك تعليق

التعليق