ما الذي يحدث في منطقة القابون بدمشق..؟!


لم يكن أحد يتوقع أن ينفذ النظام بسرعة القرار الذي اتخذه بإخضاع منطقة القابون للقانون رقم 10، حيث قام على الفور بالاستيلاء على المنطقة وأنذر السكان بإخلائها، أما الجديد في الموضوع فهو أنه طلب من أصحاب المنشآت الصناعية، إخلاء منشآتهم كذلك، وهو ما لم يكن ضمن الاتفاق مع الصناعيين والتجار عندما تم اخضاع المنطقة للتطوير العقاري.

وبحسب متابعين، فإن النظام ينظر بقلق إلى كل المناطق القريبة والمحيطة بدمشق، والتي كانت في السابق عبارة عن أحزمة فقر، ثم كانت من أسرع المناطق التي انضمت إلى الثورة، وساعدت في إشعالها بالعاصمة دمشق. لذلك يحاول النظام ووفق استراتيجية جديدة، الاستيلاء على هذا المحيط، وإعادة إعماره واختيار سكانه بعناية، وبشكل يساعده على محاصرة المدينة تحسباً لظهور أي حركة احتجاجات مستقبلاً..

لذلك يسعى النظام، لأن يؤسس حزاماً آمناً بالنسبة له، حول مدينة دمشق، إذ أن أعمال الاستيلاء على المناطق سوف تمتد لتشمل في المرحلة القادمة، منطقة مخيم اليرموك والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والدحاديل، بحيث يضمن النظام محيط العاصمة، ويصبح ذلك المحيط خاضعاً لترتيباته السكانية التي يعد لها بشكل جيد من الآن.

وبالعودة إلى منطقة القابون، وصدمة الصناعيين بالقرار الجديد الذي يطالبهم بإخلاء منشآتهم فوراً، عبّر رئيس غرفة تجارة دمشق غسان القلاع عن احتجاجه على هذا القرار، وخصوصاً بعد أن حصل الصناعيون على وعد بعدم إخلائهم، وباشروا بترميم منشآتهم، استعداداً للعودة إلى الإنتاج، مشيراً إلى أن انتقال هذه المنشآت إلى مكان آخر يعني موتها.

ويبلغ عدد المنشآت الصناعية في منطقة القابون حوالي ألف منشأة، تتراوح بين المصانع الكبيرة إلى الورش الصغيرة، وكان يعمل بها قبل العام 2011 أكثر من 100 ألف عامل.

ترك تعليق

التعليق