ما هي الخطوة الأولى التي يقدم عليها السوري بعد حصوله على الجنسية التركية؟


بعد أربع سنوات من دفعه للإيجار المنزلي الذي يستنزف جزءاً لا بأس به من ميزانيته الشهرية المحدودة أصلاً، بدأ معلم المدرسة "محمد أبو يوسف"، بالتفكير جدياً بشراء منزل، وذلك بعد أن أتاحت له الجنسية التركية التي حصل عليها مؤخراً حق التملك العقاري، الممنوع عن اللاجئين السورريين.

وبعملية حسابية بسيطة، يخرج أبو يوسف بأرقام تشير إلى أنه دفع ما يقارب ثمن نصف منزل على الإيجارات منذ وصوله الأراضي التركية لاجئاً.

وبعد أن أكد أنه استطاع توفير جزء من سعر العقار، يشير إلى أنه تفاجأ بموجة غلاء العقارات التي تشهدها السوق التركية مؤخراً.

وقال "لكن على الرغم من ذلك فكثير من السوريين اشتروا منازل مؤخراً"، وعلق ضاحكاً "هذه أول خطوة يقوم بها السوري أو يراوده التفكير فيها بعد الحصول على الجنسية التركية، ففي نهاية المطاف صارت تركيا بلدنا أيضاَ".

وعلى الرغم من أن القروض العقارية التي تمنحها غالبية البنوك التركية هي بمتناول اليد، فإن الملاحظ هو قلة إقبال السوريين عليها، وهو الأمر الذي يعود إلى الجدل حول جوازها شرعاً.

وفي هذا الإطار، ذكرت مواقع تركية متخصصة في الاقتصاد، أن بعض البنوك بدلت أسعار الفائدة على القرض العقاري في العام الجاري، حيث رفعت خمسة بنوك نسبة الفائدة على القروض العقارية التي مدتها خمس سنوات, بينما خفضت 4 بنوك نسبة الفائدة, ولم تبدل 5 بنوك نسبة الفائدة لديها.

وبحسب صحيفة "حياة تركيا" الإلكترونية، فإن بنكي "البركة" و "فينانس تركيا" هما صاحبا النسبة الأقل على القروض العقارية التي مدتها 5 سنوات, بنسبة فائدة 1,10 بالمئة. بالمقابل فإن "البنك القطري QNB " يعتبر صاحب سعر الفائدة الأقل على القروض العقارية التي مدتها 10 سنوات بنسبة 1,11 بالمئة.

وعن الإجراءات، أوضح سهيل أبو أحمد، وهو تاجر عقارات سوري في مدينة غازي عنتاب، أن البنك يقوم بشراء العقار من شركة البناء، ومن ثم يقوم ببيعه للمشتري بعد سداد دفعة أولى من قيمة العقار، واختيار مدة دفع الأقساط المتبقية على مدة تتراوح ما بين سنة واحدة (تسليف بدون فوائد)، وخمس سنوات.

وذكر أبو أحمد، أن أسعار العقارات تشهد ارتفاعاً كبيراً، متأثرة بانخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، معتبراً أن نسبة الارتفاع باتت "غير مقبولة بشكل كبير".

وأوضح أن سعر المنزل الجديد (4+1) في المناطق القريبة من الجامعة في مدينة عنتاب، يتراوح حالياً ما بين 300-350 ألف ليرة تركية، بينما تختلف أسعار المنازل القديمة، بحسب مساحتها والمنطقة التي تقع فيها.

وعلى ذلك، يؤكد أبو أحمد أن ليس باستطاعة كل السوريين المجنسين شراء منزل، معتبراً أن شريحة صغيرة منهم هي التي تستطيع، وتحديداً شريحة أصحاب الشركات التجارية.

وكان الخبير بالشأن التركي، عبو الحسو، أكد في وقت سابق لـ"اقتصاد" أن عدد المجنسين السوريين في تركيا، يبلغ حتى الآن حوالي 67 ألفاً فقط، وأضاف أنه "من المتوقع أن تزداد أعداد المرشحين للجنسية التركية خلال الأشهر القليلة القادمة، إلى جانب تحريك بعض الملفات التي كانت عالقة في المرحلة الرابعة إلى المراحل النهائية".

ترك تعليق

التعليق