مزارع ريف حمص.. محظوظة بالكهرباء


أن تكون من سكان المزارع أو فلاحيها، في ريف حمص الشمالي، يجعلك ذلك محظوظاً مقارنةً بسكان البلدات والمدن الكبرى في المنطقة. فالكهرباء النظامية أنعشت أوصال المزارع، سريعاً، بخلاف بلدات ومدن الريف. مع الإشارة إلى أن عودة الكهرباء إلى مزارع ريف حمص الشمالي، انعكست إيجاباً على حياة السكان في مجمل المنطقة.

فلماذا حظيت مزارع ريف حمص الشمالي بالكهرباء، فيما بلدات ومدن المنطقة، ما تزال محرومة منها؟
 
الجواب ببساطة، هي استراتيجية حرب النظام على ريف حمص الشمالي، حينما كان يخضع لسيطرة المعارضة. فالقصف والاستهداف حينها كان يستهدف المدن والبلدات، مما أدى إلى تضرر كبير في البنية التحتية للكهرباء هناك. فيما بقيت معظم مزارع الريف، مناطق شبه آمنة، مما أبقى الأضرار في بنية الكهرباء، محدودة.

ونتيجة ذلك، تمكنت ورش الصيانة التابعة لمؤسسة الكهرباء من إعادة تغذية المزارع بشكل شبه كامل. أما في المناطق المتضررة بشكل كبير في مراكز مدن ريف حمص الشمالي، كالرستن وتلبيسة والغنطو وتيرمعلة، فلم يتم إيصال التيار الكهربائي حتى اللحظة، لعدم توفر خزانات وكابلات لدى المؤسسة العامة للكهرباء في حمص.

تغذية المناطق الزراعية

تغذية المزارع في ريف حمص الشمالي بالتيار الكهربائي، بشكل شبه كامل، لا يُعتبر عملاً نوعياً يستحق الذكر قام به النظام هناك. فقد حافظت المناطق الزراعية بشكل عام على البنى التحتية للتيار الكهربائي، ولم تتعرض الخزانات والكابلات للسرقة أو التدمير، فقلة القصف على المناطق الزراعية جنبت المحولات التدمير، واكتظاظها بالسكان هرباً من القصف جنّبها السرقة.

"أبو إبراهيم" من سكان مزارع تلبيسة، يقول في حديث لـ "اقتصاد": "عاد التيار الكهربائي إلى مزارع تلبيسة بشكل كامل، فلم تقصف المزارع بشكل مكثف كالمدينة، مما جعلها ملاذاً شبه آمن للسكان، وبوجود مكثف للسكان تجنبت الشبكة والخزانات السرقة، لذلك استطاعت مؤسسة الكهرباء إعادة التيار بشكل سريع، فلم يكن ينقص الشبكة إلا بعض الإصلاحات البسيطة والتغذية من المحولات الرئيسية".

انخفاض في أسعار المنتوجات

مع عودة التيار الكهربائي استطاع المزارعون التخلص من مصاريف محركات الديزل بشكل كامل، فالكهرباء على مدار 24 ساعة تقريباً، مما انعكس إيجاباً على أسعار الخضراوات المنتجة محلياً.

"أبو اسماعيل" من مزارعي قرية المكرمية تحدث لـ "اقتصاد": "مع عودة التيار الكهربائي انخفض استخراج المياه من الآبار بشكل كبير، فقد كنا نستخدم محركات الديزل لتوليد التيار الكهربائي، وكانت تكفة ليتر ونص مازوت، ما يقارب 500 ليرة للساعة الواحدة. أما مع التيار الكهربائي فقد حددت مؤسسة الكهرباء سعر الكيلو واط الساعي للأغراض الزراعية بـ 14 ليرة، فتكون تكلفة الساعة الواحدة ما يقارب 25 ليرة، مما أدى إلى انخفاض أسعار المنتوجات من الخضراوات بشكل ملحوظ في السوق المحلية ناهيك عن دخول الخضراوات من أسواق محافظة حمص وحماه مما زاد العرض والمنافسة بشكل كبير".

النظام يطالب بالرسوم المتراكمة

مع عودة التيار الكهربائي سارعت أفرع مؤسسة الكهرباء في المنطقة إلى افتتاح كوات جباية الفواتير. فلا يمكن وصل التيار الكهربائي دون تسديد كامل الفاتورة القديمة على العداد والرسوم كاملة حتى خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي من سبع سنوات.

 وتقوم دوريات مكثفة بمخالفة أي شخص يقوم باستجرار التيار الكهربائي بلا عداد نظامي.

"أبو ناصر" من سكان الفرحانية تحدث لـ "اقتصاد": "قبل وصل التيار الكهربائي أخطرتنا مؤسسة الكهرباء بضرورة تسديد الفاتورة القديمة وتسديد كامل الرسوم المتراكمة خلال السنوات السبع، التي بلغت أكثر من 12 ألف ليرة سورية على كل عداد. وقد قامت لجنة الرقابة بضبط ومخالفة الأشخاص الذين لا يملكون عدادات أو تمت سرقت عداداتهم، حيث وصلت قيمة المخالفة الواحدة إلى أكثر من 50 ألف ليرة سورية".

ترك تعليق

التعليق