داريا.. العودة قريبة، والأهالي يجهزون الحقائب


يستعد المئات من أهالي مدينة داريا للعودة إلى المدينة عقب معلومات نشرتها البلدية. في حين أخلى النظام مركز الإيواء في حرجلة من قاطنيه الديارنة، كخطوة يعتبرها البعض بداية للعودة.

وقال مصدر أهلي من أبناء المدينة يقيم في الكسوة لـ "اقتصاد": "ينتشر بين الناس أن موعد العودة إلى داريا يوم الأحد القادم، نحن نتجهز لذلك اليوم".

بدوره قال المكتب التنفيذي لمدينة داريا عبر صفحته على "فيسبوك"، إن العودة قريبة، داعياً الأهالي لانتظار تحديد الموعد عبر الصفحة ذاتها، مشيراً إلى اقتراب موعد انتخابات الإدارة المحلية لاختيار مكتب تنفيذي ورئيس لبلدية داريا.


وفي تشرين الثاني من العام 2012 شن النظام حملة عسكرية كبيرة على داريا التي كانت من أوائل المدن التي خرجت ضد النظام. وفرض النظام طوقاً عسكرياً كاملاً في محيط المدينة ليعيش المئات من المدنيين والمقاتلين تحت حصار خانق. وفي آب 2016 وقّعت فصائل المعارضة اتفاقاً مع النظام يقضي بإخلاء المدينة وترحيل المقاتلين نحو إدلب بينما اختار العشرات التوجه إلى مركز إيواء حرجلة بريف دمشق.

وقال مصدر كان يقطن مركز الإيواء المذكور إن النظام وبصورة مفاجئة أمر جميع المتواجدين في حرجلة بالمغادرة.

وأضاف لـ "اقتصاد": "كانت صدمة كبيرة لنا فأين نسكن وبيوتنا مهدمة داخل المدينة. أنا أقيم حالياً في بيت أحد أقاربي في ضواحي دمشق".

كما تمكن العديد من قاطني إيواء حرجلة من دخول مدينة معضمية الشام التي خضعت لاتفاق تهجير في تشرين الأول 2016 وتضم في الوقت الحالي بضعة مئات من أهالي داريا.

ومنذ إخلاء داريا تسري شائعات حول عودة الأهالي. وأكد المكتب التنفيذي لبلدية داريا أنه "بعد القيام بعدة جولات مع جهات أمنية وحكومية تم رسمياً الاعلان عن دخول أهالي داريا إلى بلدهم وذلك خلال الأيام القادمة". وأضاف: "سيتم من خلال هذه الصفحة حصرياً تحديد اليوم والساعة للدخول وذلك لجميع الأهالي دون استثناء".

وبحسب صفحة المكتب التنفيذي في "فيسبوك"، سيكون في استقبال المتوافدين إلى المدينة رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لبلدية داريا إضافة لمحافظ ريف دمشق، على أن يتم الدخول من مدخل داريا الرئيسي حصراً.

وقال أحد أهالي داريا ويقيم في صحنايا بريف دمشق لـ "اقتصاد": "الجميع ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر كوننا نعيش حياة قاسية كنازحين وإيجارات المنازل كبيرة جداً".

وأضاف المصدر الذي يعيش في شقة سكنية غير جاهزة للسكن إذ لا تتوفر فيها نوافذ أو أرضية مبلطة كما أنها غير مطلية الجدران، "قضينا 5 سنوات خارج مدينتنا، فرص العمل محدودة بينما تعاني العاصمة وضواحيها من أزمة سكن خانقة".

ورغم حديث النظام المتواصل حول إعادة الإعمار تبدو التجهيزات التي نفذها الأخير في داريا متواضعة. وتوضح صور بثها المكتب التنفيذي لبلدية داريا خلال الأشهر الماضية قيام آليات كبيرة بإزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسية وترميم بعض المباني الحكومية كالمخفر والمستوصف ومقسم الهواتف إضافة لتأهيل مدرستين داخل المدينة.


ومنذ نهاية 2014 وحتى إخلاء داريا أدى سقوط قرابة 7 آلاف برميل متفجر على البيوت السكنية فيها إلى تدمير معظم المباني التي كانت تحت سيطرة المعارضة، تدميراً كاملاً، بينما بقي العديد من الأحياء الواقعة في قبضة النظام سالماً.

وتحدثت ثلاثة مصادر من أبناء داريا دخلوا المدينة خلال الأشهر الماضية -حيث سمح النظام بالدخول لتفقد المنازل لقاء مبلغ مالي- عن قيام النظام بسرقة أثاث المنازل وتجهيزاتها الداخلية. وتطابقت المعلومات التي قدمتها هذه المصادر حول الحجم الكبير للسرقات التي طالت "حتى أسلاك الكهرباء داخل الجدران"، كما اقتلع النظام أحجار أرصفة الشوارع، بينما سرق عفش البيوت وبضائع المحلات والمستودعات.

ولا تتوفر إحصائية حول عدد نازحي داريا الذين يقطنون العاصمة وضواحيها، لكن مصدراً من الأهالي تحدث عن قرابة 70 ألف نسمة.

وكانت داريا تضم قبل الثورة قرابة 350 ألف نسمة. وعقب المجزرة الشهيرة التي جرت في آب 2012 والتي أعدم خلالها أكثر من ألف شخص من الأهالي غادر عدد كبير مدينة داريا. لكن موجة النزوح الكبيرة جرت فور بدء حملة النظام على المدينة في 8 تشرين الثاني من نفس العام حيث بقي قرابة 3 بالمائة فقط من السكان حوصروا لمدة 5 سنوات.

ترك تعليق

التعليق