مصادرة حواسيب وجوالات.. مدير منظمة حقوقية يكشف لـ"اقتصاد" ما يدور في سجون "قسد"


بالتزامن مع وصول "قوائم الموت" التي يرسلها النظام لأمانات السجل المدني بالمحافظات السورية تباعاً، والتي تضم أسماء المعتقلين ممن قضوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، استعرض مدير منظمة حقوقية معارضة جانباً من أوجه معاناة السجناء والمعتقلين من أبناء المحافظات الشرقية، في سجون "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وأوضح مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة" الحقوقية (منظمة غير حكومية تعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان)، جلال الحمد، خلال حديث لـ"اقتصاد"، أن هناك نوعين للمعتقلين في سجون "قسد"، الأول هم الذين يتم اعتقالهم بمجرد الاشتباه بعلاقتهم مع تنظيم الدولة خلال عمليات الدهم الاعتيادية واليومية التي تشنها "قسد" في مناطق سيطرتها شرق دير الزور والحسكة، وهم يشكلون نسبة 90% من مجمل عدد المعتقلين لديها. أما النوع الثاني فهم من عناصر التنظيم.

ويشرح الحمد كيفية تعامل "قسد" مع المعتقلين بشبهة العلاقة مع تنظيم الدولة بالقول: "يتعرض هؤلاء لظروف أقل ما يقال عنها بأنها غير إنسانية، من حيث قلة الطعام والازدحام الشديد، وهو الأمر الذي يفاقم المشاكل الصحية للمعتقلين وخاصةً منهم من يعاني أمراضاً مزمنة".

ويؤكد نقلاً عن شهادات معتقلين سابقين لدى "قسد"، أن عناصر الأخيرة يتركون المُعتقل دون تحقيق لمدة قد تتجاوز الأسبوع، ومن ثم يتم الإفراج عنهم تباعاً بعد حلقات من تحقيق مطول-يتخلله أحياناً تعذيب-، وبعد مصادرة الحواسيب والهواتف المحمولة، من دون أن يتم إعادتها لهم حتى بعد الإفراج.

وأكد أن المُفرج عنهم حاولوا في أكثر من مرة استعادة الممتلكات التي صُودرت منهم (جوالات، حواسيب)، غير أنهم فشلوا في ذلك، رغم إثبات عدم صلتهم بالتنظيم.

مفارقة

لكن المفارقة الغريبة بحسب الحمد، تظهر في السجون المخصصة لعناصر التنظيم، قائلاً: "تجد في سجون قسد التي لا يتجاوز مساحة بعضها 9 أمتار حوالي 32 معتقلاً من المدنيين، بينما تجد ما بين 6 -8 عناصر من التنظيم في المساحة ذاتها".

ومفسراً الأسباب التي تدفع بـ "قسد" إلى ذلك، قال: "لا نملك تفسيراً واضحاً، لكن شهادة أحد المعتقلين توضح أن المحقق أقدم على نقله إلى سجن مخصص لعناصر التنظيم مراعاة له، وبالفعل كانت المعاملة أكثر من جيدة برفقة عناصر داعش".

واستدرك مدير المنظمة الحقوقية بالقول: "لا نقول أن هذا شيء غير جيد، فمن الضروري عدم انتهاك حقوق المعتقل، لكن المفارقة هي معاملة المعتقل المدني على الشبهة معاملة سيئة وغير إنسانية".

ولا يقتصر الأمر على ذلك بحسب الحمد، إذ أكد أن بعض عناصر التنظيم يعيشون حياة طبيعية في مناطق سيطرة "قسد"، موضحاً أن "عمليات الاعتقال لا تطالهم على الرغم من معرفة الأهالي بأنهم من المنتسبين للتنظيم سابقاً".

وعن أعداد المعتقلين، أشار إلى عدم توفر الإحصائيات بسبب التكتم الشديد من قبل "قسد"، وقال: "من الصعوبة أن نعطي ولو حتى أرقام تقديرية لعدد المعتقلين، لكن أعدادهم في دير الزور لوحدها كبيرة جداً".

ترك تعليق

التعليق