عفرين.. أسعار لا تراعي منطق المهنة


يُعاني قاطنو مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ارتفاعاً كبيراً في أسعار المأكولات، لا سيما الوجبات السريعة منها، وسط نُدرة مُتوسطة في فرص عمل التي يلجأ إليها الشباب.

وبحسب مصادر محلّية في المدينة، يبلغ سعر كيلو لحم العجل 3800 ليرة سورية، وكيلو لحم الغنم 4500 ليرة، وكيلو الفروج 700 ليرة، بينما يبلغ سعر كيلو اللحم المشوي 5000 ليرة سورية، وفروج البروستد 2800 ليرة، والفروج المشوي 2500 ليرة، وسندويشة الفلافل والبطاطا 300 ليرة، وسندويشة الشاورما دجاج 500 ليرة سورية.

"أبو أدهم"، مُهجّر من الغوطة الشرقية قال لـ "اقتصاد": "لا يوجد مُبررات إطلاقاً لارتفاع الأسعار بهذا الشكل مُقارنةً مع أجور التكلفة، ومن غير المنطق أن يبلغ سعر الفروج المشوي 4 أضعاف سعر الفروج المذبوح".

وأشار "أبو أدهم" أنّه كان يملك مطعماً للمأكولات الشعبية السريعة في الغوطة الشرقية ويتفهّم أنّ يكون سعر المادّة في المطاعم الشعبية للوجبات السريعة ضعفين أو ضعفين ونصف نظراً لارتفاع أسعار الزيوت والمحروقات، لكن أن تكون مُرتفعة بأربعة أضعاف فهذا يُنافي منطق المهنة والاقتصاد الاجتماعي.

بدوره، "أبو شيركو" البالغ من عمره 45 عاماً، يعيش في مدينة عفرين منذ نشأته، أشار لـ "اقتصاد" أنّ المدينة تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الوجبات السريعة.

وأضاف "أبو شيركو" أنّ الأسعار كانت قبل ثلاثة شهور أعلى مما هي عليه الآن، مُشيراً إلى أن سرعة العمل التنظيمي في المدينة وربط المؤسسات الإدارية بعضها ببعض، ستُساهم بشكل أو بآخر، في خفض الأسعار التي من المفترض أن تنعكس إيجاباً على السكان والمُهجّرين القاطنين.

وتُباع ربطة الخبز "12 رغيف" بـ 250 ليرة سورية، ويبلغ سعر كيلو حليب البقر 300 ليرة، بينما يرتفع عنه كيلو الّلبن بـ 50 ليرة، ويُباع سعر كيلو الجبنة بين 1700 و2000، أمّا سعر كيلو الحمص الحب والفول المُدمّس السادة في المطاعم الشعبية يتراوح بين 700 و 900 ليرة، وكيلو المسبحة 1000 ليرة سورية.

"فياض عبد الرحمن"، اشتكى لـ "اقتصاد" ارتفاع الأسعار مُتسائلاً: "كيف يُمكن أن يكون سعر كوب كوكتيل الموز والحليب 500 ليرة في الوقت الذي لا يتجاوز فيه سعر كيلو الموز الواحد 300 ليرة سورية".

وبحسب عبد الرحمن فإنّ أسعار الحلويات أيضاً لا تختلف عن غيرها من المواد حيث يُباع كيلو "المبرومة وعش البلبل وأسية والبقلاوة والبلّلورية المعجونة بالسمن النباتي العادي والتي تحتوي الفستق العبيد عوضاً عن الفستق الحلبي، بين 2000 و3000 ليرة سورية، ويُباع كيلو "البيتيفور والبرازق والمعمول" بـ 2000 ليرة.

الّلجنة التموينية التابعة للمجلس المحلي لمدينة عفرين، والتي تشكّلت عقب انتهاء عملية "غصن الزيتون"، تُسيّر الدوريات الرقابية وتضبط المُخالفات التموينية في أسواق المدينة ونواحيها، بشكل يومي. ومن المتوقع ونظراً لعودة الحياة والاستقرار الاقتصادي أن يصدر عن الّلجنة في وقتٍ قريبٍ جداً نشرة أسعار يومية تتضمن أسعار المحروقات والّلحوم والحلويات والخضار.
 
وبالعودة إلى "أبو شيركو" فقد أشار أنّ مدينة عفرين تتميز بموارد كثيرة وهامّة وتُعتبر من المناطق المعروفة بجودة زراعتها وما زالت حتى اليوم تُساهم في تكوين الناتج المحلّي بنسبة لا تقل عن الـ 60%، ويزرع سكانها بالدرجة الأولى الزيتون ويليه الرمّان والكرمة والتين والتفاح والسفرجل والمشمش والجوز واللوز والفستق الحلبي.

وبحسب أبو شيركو انتعش اقتصاد المدينة بشكل كبير خلال الأعوام الستة الماضية بموجب مُتغيرات الظروف السياسية والميدانية المُحيطة، والتبديل المُستمر في خارطة السيطرة على المعابر، إذ تقع منطقة عفرين جغرافياً في محور استراتيجي يفصل بين ريف حلب الشمالي المُحرر ومحافظة إدلب "مناطق درع الفرات وغصن الزيتون من جهة، وإدلب ذات السيطرة المُتعدّدة المناوئة لنظام الأسد المجرم، من جهةٍ أخرى".

بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار وسط المدينة فإنّها ترتفع بنسبة لا تقل عن 20 بالمائة في نواحيها البعيدة بسبب أسعار المحروقات حيث يبلغ سعر ليتر البنزين النظامي 400 ليرة، و 250 ليرة لـ ليتر البنزين المُكرر بشكل بدائي، و250 ليرة سعر ليتر المازوت، واسطوانة الغاز بين الـ 4500 و 5000 ليرة سورية.

وتبلغ مساحة منطقة عفرين "202775" هكتار وتضم خمس نواحي وتجمعات سكنية متوسطة، وفيها مشاريع ذات أهمية كُبرى كـ "سد ميدانكي". وبحسب إحصاءات رسمية سابقة فإنّ عدد أشجار الزيتون فيها يبلغ حوالي 18 ميلون شجرة بكميّة إنتاج لا تقل عن 250 طن في الموسم الواحد. كما تشتهر منطقة عفرين بصناعة الفحم النباتي والصابون والبلاستيك. إلّا أنّه حتى اليوم لا يوجد إحصاء رسمي لعدد قاطني المنطقة إن كان من سكانها أو من المُهجّرين فيها.

ترك تعليق

التعليق