النفط السوري في الإعلام الروسي.. الصيت للأسد، والفعل لموسكو وواشنطن
- بواسطة اقتصاد --
- 31 تموز 2018 --
- 0 تعليقات
يروّج الإعلام الروسي لاحتمالية انقلاب الوضع جذرياً في شرق الفرات، لصالح الروس، على ضوء الأنباء عن مفاوضات رسمية تعقدها الإدارة الذاتية الكردية مع نظام الأسد بدمشق.
وتحت عنوان "الأسد ينتزع حقول النفط من أمريكا"، نشرت صحيفة روسية تُدعى، "سفوبودنايا بريسا"، مقالاً يجزم باتفاق مرتقب بين الأكراد ونظام الأسد. لكن عنوان المقال يختلف عن الخلاصة التي يقدّمها مضمونه، والتي تُفيد بأن الروس والأمريكيين، قد يتقاسموا استثمارات النفط بسوريا.
وجاء في المقال: "تحدث الإعلام الكردي المرتبط بحزب الاتحاد الديمقراطي، عن بدء المفاوضات حول نقل الحقوق الشرعية لبيع النفط المستخرج في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين إلى الحكومة السورية. أي أن حقول النفط في دير الزور والحسكة ستكون تحت السيطرة المشتركة، ولن يبيع أحد النفط إلا دمشق".
وحسب ترجمة للمقال نشرها موقع "روسيا اليوم"، قالت مستشرقة روسية، تُدعى كارينيه غيفورغيان: "توقف الولايات المتحدة مساعداتها. الأكراد، يمرون بمرحلة شديدة الحساسية".
وتحلل المستشرقة الروسية أسباب تخلي الأمريكيين عن التعاون اللصيق مع الأكراد، فتقترح سببين. وتقول: "هذا يرجع جزئياً إلى ضغوط من تركيا. بطبيعة الحال، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تدخل في حرب الأتراك مع الأكراد. لذلك يحاولون في واشنطن أن ينأوا بأنفسهم عن الصراع الكردي التركي بأسرع ما يمكن".
وتضيف المستشرقة الروسية أسباباً أخرى: "قال الرئيس الأمريكي إن جيشه سوف يبقى في سوريا، إذا تحمل الأعباء أولئك الذين يحتاجون إليه. وكان السعوديون أول المرشحين لهذا التمويل، ولكن حتى الآن لم يحدث شيء".
وتراهن المستشرقة الروسية على انسحاب أمريكي قريب من سوريا. إلا أنها تقرّ بأن ذلك قد يكون بناء على اتفاق يسمح للأمريكيين بالمشاركة في استثمارات النفط، بسوريا. فتقول: "هناك مقدمات لذلك. ومن وجهة نظر مالية، يمكن للولايات المتحدة الاستفادة من الوضع بطريقة أخرى. ليس من الضروري إبقاء عدة آلاف من العسكريين على بعد آلاف الكيلومترات من بلدهم. على سبيل المثال، بعد الاجتماع بين بوتين وترامب، تحدثت تقارير عن إمكانية إنشاء لجنة مشتركة للطاقة. وفي الوقت نفسه، إذا تمكنت حاشية ترامب من خلال اللجنة المذكورة أعلاه من الحصول على ضمانات معينة من الجانب الروسي، فلا شيء يمكن أن يمنع أن يكون هناك مشاريع طاقة مشتركة، مثلا بين (إكسون موبيل) و (روس نفط)".
وتختم المستشرقة بالإشارة إلى أن أفضل الخيارات المتاحة أمام الأكراد، هي أن يدخلوا تحت سيطرة الأسد وروسيا، لأنهم إذا تُركوا وحدهم، فسرعان ما سيتحولون إلى أهداف للجيش التركي. أما إن تفاهموا مع الأسد، فإن "احتمال المواجهات في المستقبل يكاد يكون صفراً"، حسب وصف المستشرقة.
التعليق