الـ 50 ليرة.. المفقود الذي أربك أهالي الشمال


لا بد لثماني سنوات من الحرب والفوضى، أن تبتلع الأخضر واليابس، بما فيها النقود الورقية، والتي أصبحت أشباهاً للعملة الورقية في ظل شح المعروض منها في مناطق معينة، وكثرة تداولها، مما أدى إلى ندرة وجودها، وعدم توافر بنوك تقدم بدائل لهذه العملة المهترئة.

يعاني الشمال المحرر من ظاهرة النقود المهترئة، وقلة المعروض من فئة الـ 50 ليرة سورية، مما أدى إلى أزمة حقيقية لدى الباعة وأسواق إدلب، في إرجاع الفكة (الفراطة) للزبون.

"اقتصاد" أجرى جولة في أسواق إدلب لرصد هذه الظاهرة، والإطلاع على أسبابها. وكان لنا لقاء مع أحد المتضررين من هذه الظاهرة، وهو صاحب محل صرافة وحوالات في إدلب، طلب تقديمه باسم "أبو خليل".

في بداية حديثه عن النقود المهترئة وسبب اهترائها، قال "أبو خليل": "النقود الحديثة من فئة 50، 100،200، هي أهم فئات يتم تداولها بين الزبون والبائع، في أنحاء البلاد. ولاحظنا أن هذه الفئات مصنوعة من مواد غير قابلة للتداول لأكثر من 3 أو 4 سنوات بسبب سوء جودتها".

وعقّب "أبو خليل": "في الشمال المحرر، نعاني كثيراً من هذه الظاهرة، وأصبحت مشكلة حقيقية لدينا، فعندما يأتي الزبون ليستلم حوالة أو يحوّل مبلغاً من دولار إلى ليرة سورية، نواجه مشكلة الـ 50 ليرة التي أصبح وجودها نادراً، فنعطي الزبون بدلاً منها قداحة أو قطعة بسكويت كي يكتمل المبلغ، أو نسامحه بالزيادة، أو يسامحنا الزبون".

وعندما سألنه عن السبب، قال: "الـ 50 ليرة، الأسوأ جودة من بين فئات الليرة السورية، وأول فئة فقدناها في الأسواق".

 وأضاف: "أيضاً فئة الـ 100 ليرة سورية أصبحت على طريق الـ 50".

 وأوضح "أبو خليل" أن شح المعروض من العملة السورية في الشمال المحرر، والتداول الكثير لها، وعدم وجود بنوك لتبديل الأوراق المهترئة منها، أدى لتلفها وفقدانها بشكل جزئي.

لم تتوقف جولة "اقتصاد" عند هذا الحد، بلى التقى أحد السكان في الشمال المحرر، أثناء وجوده في السوق، ليفيدنا ببعض المعلومات عن هذا الأمر. قدّم نفسه باسم "حسام"، وسألناه عن هذه الظاهرة، فأجاب: "نعم نحن في إدلب والشمال المحرر كله، نعاني من قلة أو فقدان الـ 50 ليرة، بشكل كبير. وهذا الشيء يسبب لنا مشاكل، إن كنا بائعين أو زبائن. فعندما نريد أن نشتري أي شيء ويكون حسابه مثلاً 250 ليرة، إما أن نقلل من الكمية إلى سعر 200 ليرة، أو نزودها إلى 300 ليرة في غالب الأحيان، لعدم توفر الـ 50".

وأضاف: "أيضاً الصيدلي أصبح يعطيك كفاية المبلغ أو الفكة لاصق جرح أو أي شيء بالقيمة الباقية".

وعقّب: "حتى الفئات الصغيرة من النقود المعدنية، أصبحت قليلة جداً. وأصبحت من الماضي تقريباً".

وفي نهاية حديثه، قال: "هذه مشكلة كبيرة ويجب على القائمين على هذا الأمر إيجاد حلٍ بطريقة ما، لأنه يوجد في الشمال المحرر 4 ملايين نسمة وجميعهم يعانون من نفس الأمر".

ترك تعليق

التعليق