إيران تشترط عودة واشنطن للاتفاق النووي قبل إجراء محادثات


أعرب مسؤولون ايرانيون عن ردود فعلهم اليوم الثلاثاء على تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب باستعداده للتفاوض مع نظيره الايراني، قائلين إنه إذا كان ترامب يرغب في اجراء محادثات مع بلاده فعليه أولا أن يعاود الانضمام الى الاتفاق النووي الدولي الذي انسحب منه في وقت سابق من العام.

ويوم الاثنين قال ترامب إنه على استعداد للقاء روحاني " في أي وقت" في حال كان الأخير راغبا في ذلك.

كانت القيادة الإيرانية قد استبعدت في السابق اجراء محادثات مع ترامب عقب قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي رفع بعض العقوبات عن ايران مقابل تقييد برنامجها النووي.

ونقلت وكالة أنباء إسنا الإيرانية شبه الرسمية عن المستشار السياسي حميد أبو طالبي القول يوم الثلاثاء إنه إذا كان للمحادثات أن تتم فعلى واشنطن معاودة الانضمام الى الاتفاق.

وأضاف "من يؤمنون بالحوار كأسلوب لتسوية النزاعات في المجتمعات المتمدنة يجب أن يلتزموا بهذا الأسلوب".

انسحب ترامب من الاتفاق التاريخي في مايو ايار قائلا إنه كان اتفاقا كريما للغاية مع ايران. وتوعد طهران بتصعيد العقوبات حتى تغير من سياساتها الاقليمية، ومنها دعمها لجماعات مسلحة، وهو ما رفضه القادة الايرانيون.

ورغم تصريح ترامب يوم الاثنين بأنه اذا كان لقاء سيتم بينه وبين روحاني فلن تكون هناك "شروط مسبقة" إلا أنه لم يتراجع عن أي من مطالبه السابقة.

ومع دخول أول عقوبات أمريكية حيز التنفيذ يوم الاثنين المقبل، فإن الاقتصاد الإيراني يعاني بالفعل، الأمر الذي أثار مخاوف متزايدة من صعوبات اقتصادية طويلة الأمد.

كما استمرت العملة الإيرانية في الهبوط لتصل إلى أدنى مستوى لها أمس الاثنين، حيث بلغت قيمة الدولار الواحد 122 ألف ريال في السوق السوداء المزدهرة.

لكنها تعافت قليلا اليوم الثلاثاء لتصل قيمة الدولار إلى 115 ألف ريال، لكن المخاوف تتزايد مع تراجع مدخرات الإيرانيين وانخفاض قوتهم الشرائية.

وأشار حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، إلى أن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي - الذي من شأنه أن يضع حدا للشكوك الاقتصادية - ستكون ضرورية قبل أن تفكر طهران في التفاوض.

ونقل الموقع الرسمي لمجلس الشورى عن فلاحت بيشه قوله "لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات مع الأمريكيين الذين يثيرون قضية المحادثات من موقع السلطة"، واصفا قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي "بأكبر ضربة للدبلوماسية".

وشكك النائب الاصلاحي مصطفى كواكبيان في التفاوض مع ترامب ووصفه بأنه شخص "غير جدير بالثقة."

وقال إن الوقت حاليا غير ملائم لعقد محادثات.

وأضاف "إذا عقدت هذه المفاوضات بأي شكل من الأشكال، فسيتم اعتبارها استسلاما، والأمة الإيرانية لن تستسلم."

ترك تعليق

التعليق