معرض الكتاب بالقامشلي.. حيث يُلتقط السيلفي، ولا أحد يشتري


اكتفى الكثير من زوّار معرض الكتاب الثاني في القامشلي، بالتقاط الصور. فغلاء أسعار الكتب، فاق طاقة الغالبية هناك. ورغم أن المعرض قد شهد توافداً مقبولاً، وتم توزيع كُتيبات مجانية من بعض دور النشر، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتنشيط حركة الشراء.

واختُتمت أعمال المعرض الثاني للكتاب في شمال سوريا، منذ أيام. المعرض أقامته الإدارة الذاتية الكردية، في مدينة القامشلي. وسلط "اقتصاد" الضوء على آراء بعض زواره والمشاركين فيه.


إحدى زائرات المعرض، "نازدار محمود" تحدثت لـ "اقتصاد" قائلة: "بالرغم من أن مبادرة معرض الكتاب كانت فكرة رائعة في مدينةٍ بات كل شيء فيها يدعو للكآبة والهجرة، لكن فكرة وجود كُتب جعلتني لا أتردد في الذهاب للمعرض، والشعور بأن غداً أجمل. ولكن تفاجأت بأسعار الكُتب المعروضة، والتي تفوق قدرة أغلب المواطنين في شمال سوريا، في ظل قلة فرص العمل، وارتفاع أسعار أغلب المواد في المدينة".

"نازدار محمود" رأت بأن الغاية من المعارض تأتي لتعريف الزوار بالإصدارات الجديدة، وبيع الكتب بأسعار زهيدة قد تصل أحياناً إلى نصف سعرها خارج المعرض. ولكن في معرض الكتاب بالقامشلي، كانت الحالة عكسية.
 


بدوره، أحمد العبد الله، أحد من زار المعرض، قال لـ "اقتصاد": "نستطيع القول بأن المعرض كان معرض التقاط السيلفي، فأسعار الكتب كانت بين 1000 ليرة سورية و8000 ليرة سورية، في حين أن ما أتقاضاه خلال العمل يومياً لا يتجاوز الـ 3000 ليرة سورية، وهو ما جعلني أكتفي بقراءة بعض العناوين ومغادرة المعرض".


وكما في العام السابق، فقد ضمت أغلب أجنحة المعرض، دور نشر محلية. وقد شارك فيه 25 اتحاداً للكُتّاب، ودور نشر من بينها "أكاديمية المجتمع الديمقراطي، هيئة الثقافة والفن، اتحاد مثقفي غربي كردستان، الجمعية الثقافية السريانية السورية، مجلة سورمي، مكتبة مانيسا، دار سائرون نحو الشمس، دار التكوين، دار الزمان، دار شلير للنشر، اتحاد كتاب كرد- سوريا، اتحاد مثقفي منبج، اتحاد مثقفي كوباني، اتحاد مثقفي الجزيرة، اتحاد مثقفي الطبقة، اتحاد مثقفي عفرين، اتحاد كتاب كردستان سوريا"، إضافة إلى مشاركة دار الزمان من إقليم كردستان العراق، ودار التكوين من دمشق. وقد تم عرض  أكثر من 14 ألف كتاب بلغات مختلفة، كان للغتين العربية والكردية، الصدارة بينها.


"ازاد داوود"، صاحب مكتبة مانيسا، والمشارك في المعرض، قال لـ "اقتصاد" بأن المستفيد من المعرض هم أصحاب دور النشر، فقد تم منح أماكن مجاناً من قبل هيئة الثقافة، لجميع دور النشر.

وأضاف بأن أسعار الكتب كانت مقبولة، فمتوسط سعر الكتب كان 1500 ليرة سورية.

وتراوحت الأسعار في جناح مكتبة مانيسا ما بين (1500،1400، 1700 ،1800، 3000) ليرة. وكان هنالك كتب بلغ سعرها 5000 ليرة سورية.

واستطرد "ازاد داوود" بأن أسعار الكتب المتوسطة كانت هي الأغلى، فقد كان سعر "رحلة إيطالية" 7500 ليرة سورية، وكتاب "رحلة إلى أوروبا" بـ 4500 ليرة سورية. كما أن بعض الكتب سجلت سعراً زهيداً جداً بلغ 500 ليرة سورية.

وأنهى بأن الكتب الأكثر مبيعاً كانت الروايات العربية والكتب الكردية والدراسات الفلسفية.
 

وعلى الرغم من أن صوت الاحتجاج على أسعار الكتب كان عالياً، إلا أن هيئة الثقافة التابعة للإدارة الذاتية الكردية، لم تحاول حتى الرد على تلك الأصوات، مركزةً فقط على الجوانب الإيجابية للمعرض، دون الالتفات إلى مشاكل الزوار.

ترك تعليق

التعليق