بالصور: برك السباحة ملاذ أهالي إدلب من حر الصيف


على أطراف بلدة سرمين بريف إدلب، بعيداً عن حر الصيف، ولهيب المعارك، يتجمهر عشرات الشبان والأطفال بأعمار مختلفة، أمام بركة السباحة الباردة، ويغوصون تارة، ويعومون تارة أخرى، وأصواتهم تتعالى بأجواء يسودها البهجة والفرح.

المسابح التي أنشأت حديثاً في هذه البلدة أصبحت قبلة العشرات وملاذهم الوحيد للهرب من الحر الشديد.

"لم يكن في بلدتنا مسبح أو منتزه من قبل كنا نضطر الذهاب خارج البلدة للسباحة.. الأمر الذي كان يحد من عدد نزهاتنا"، يقول "علي" أحد أبناء سرمين.

ويتابع بعد أن غاص بالماء: "تقريباً صرت من زبائن المسبح منذ افتتاحه فأنا أتواجد هنا بشكل شبه يومي".


تختلف تعرفة الدخول للمسابح في محافظة إدلب بحسب منطقة المسبح والخدمات التي يقدمها ويبلغ متوسطها ٤٠٠ ليرة سورية لعدد ساعات سباحة مفتوحة.

"أبو سعيد" تشارك وأخوته الثلاث على قطعة أرض جانب منزله وأقاموا عليها مسبح. يقول لـ "اقتصاد": "الفكرة كانت موجودة من قبل ولكن الظروف توافرت الآن بسبب كثافة السكان التي شهدتها بلدة سرمين، بعد قدوم الكثير من النازحين والمهجرين من مناطق مختلفة".

مردفاً: "الأوضاع الأمنية تحد من تحرك الناس خارج البلدة والذهاب للمنتزهات التي اعتادت عليها، الأمر الذي ساهم في الإقبال على مسبحنا منذ افتتاحه بالعام الماضي".

يوفر مسبح "أبو سعيد وأخوته" بوفيه وسندويش وتراس للجلوس وقضاء السهرات بالإضافة لشبكة انترنت مفتوحة.

"ضياء"، طفل يبلغ ١٠ سنوات، كان يغطس بالماء بمهارة ويقوم بحركات بهلونية بينما يصفق له أصدقاؤه من حوله. عبّر لـ "اقتصاد" عن فرحته بهذا المسبح القريب من بيته الذي بفضله أتقن السباحة. "أنا كل يوم بالمسبح مصروفي كلو عم قضي هون أنا مبسوط"، تمتم "ضياء"، وقفز ليغطس بالماء من جديد.


مسابح للعائلات

معظم المسابح تستقبل الرجال فقط، ولكن للعوائل مسابح خاصة وهي عبارة عن مزارع جهزت بغرف ومسبح وبعض الميزات التي تختلف من مزرعة لأخرى.

مسبح "رباعيات الخيام العائلي"، كما أطلق عليه صاحبه "أبو محمد"، أصبح جاهزاً لاستقبال العوائل على مدار الساعة. "بدأت العمل بأواخر هذا الشتاء، وبفضل الله أصبح المسبح جاهزاً وبخدمات جيدة"، أوضح "أبو محمد".

مكملاً حول خدمات مسبحه الجديد، "أربع حمامات وغرفة جلوس بالمد العربي وغرفة بأسرة للنوم ونت مجاني".

بإمكان أي عائلة استئجار مسبح رباعيات الخيام بحسب "أبومحمد" من خلال التواصل مع صاحبه عبر الواتساب. وتصل أجرة حجزه لـ ٢٥ الف ليرة، لمدة ١٢ ساعة، و٤٠ ألف ليرة لـ ٢٤ ساعة.


"عناد"، رب لأسرة مكونة من ٤ أشخاص، أبدى امتعاضاً عند سماعه تكلفة حجز المسبح، وقال: "منذ الشتاء وأنا أعِد أطفالي وزوجتي أننا سنذهب للمسبح هذا الصيف".

وبنبرة حزينة أردف: "ولكن يبدو أنني لن أستطيع أن أنفذ وعدي لهم".

وتابع: "هذا المبلغ يكفيني لدفع أجرة المنزل لشهرين وليس لدي قدرة لأدفعها بيوم واحد سأذهب أنا وأطفالي الذكور للمسبح العام وأرضي بقية العائلة بغداء أو نزهة للحقل".

"تكلفة تجهيز المسبح ونظام الفلترة الذي سيعمل طيلة مدة الساعات المحجوزة ومولدة الكهرباء كلها تكاليف تجبرنا أن نضع هذه الأجرة للمسبح"، يوضح أحد أصحاب المسابح العائلية لـ "اقتصاد".

ويوضح: "نحاول أن نراعي ظروف العوائل قليلة الدخل؛ ولكننا وضعنا كل ما نملك لتجهيز المزرعة وأصبحت دخلنا الوحيد".


ترك تعليق

التعليق