درعا.. أسعار المواشي والمحاصيل تنهار، والعائدون يجدون بيوتهم منهوبة


أدت الحملة العدوانية الشرسة، التي شنتها قوات الأسد، بدعم من الطيران الحربي الروسي والميليشيات الطائفية، على مناطق درعا، إلى هبوط سريع في أسعار المواشي والمحاصيل الزراعية، التي وقف أصحابها عاجزين عن تأمين أماكن آمنة لها، ما دفعهم إلى بيعها بأرخص الإثمان.

وأشار ناشطون إلى أن النازحين من مناطق اللجاة، والريف الشرقي، الذين يعتمدون على تربية الثروة الحيوانية كمصادر هامة للدخل، تركوا معظم ماشيتهم تهيم في السهول، فيما لجأ آخرون إلى بيع مواشيهم من الأبقار والأغنام والماعز بأسعار بخسة جداً، ما كبدهم خسائر مالية كبيرة.

وأشار مصدر في ريف القنيطرة، إلى أن أحد النازحين من ريف درعا الشرقي، اضطر إلى بيع أربعة رؤوس من البقر بمبلغ مليون ليرة سورية، لافتاً إلى أن هذا المبلغ هو أقل بكثير من سعرها الحقيقي، والذي يصل إلى نحو 2 مليون و200 ألف ليرة سورية في أسوأ الأحوال.

وأضاف أن أحد المربين باع بقرته الحلوب، التي يعتمد على مبيعات حليبها في تأمين احتياجاته الضرورية، بمبلغ 200 ألف ليرة سورية، علماً أن سعرها يتجاوز الـ 500 ألف ليرة سورية، موضحاً أن هم جميع السكان تركز إبان دخول قوات النظام والميليشيات الطائفية، إلى قرى الريف الشرقي، في حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه، لتأمين السيولة المالية في رحلة النزوح نحو المجهول.

وقال إن الخروف أو النعجة، تم بيعهم بأسعار تتراوح ما بين 30 و35 ألف ليرة سورية، وأحياناً أقل من ذلك بكثير، علماً أن سعرهما في أسوأ الأحوال يتجاوز 50 ألف ليرة سورية للرأس الواحد، مشيراً إلى أن السكان الفارين من هول جرائم الأسد، اضطروا إلى بيع مواشيهم بأقل الأسعار، بدلاً من تركها لقوات النظام، التي تنهب كل ما تجده أمامها من أرزاق المواطنين، خلال دخولها إلى المناطق المحررة.

وأشار "أبو سالم"، 46 عاماً، وهو قصاب من ريف درعا الغربي، إلى أن أسعار اللحوم شهدت هبوطاً واضحاً بالتزامن مع هبوط أسعار المواشي، لافتاً إلى أن أسعار اللحوم، وبغض النظر عن أنواعها، تراوحت ما بين 1900 ليرة سورية و2400 ليرة سورية للكغ في أحسن الأحوال، بعد أن كانت تباع ما بين 2800 و3200 ليرة سورية.

وأضاف أنه على الرغم من هبوط أسعار اللحوم إلى هذا الحد، إلا أن المبيعات كانت قليلة جداً، وإقبال الناس على الشراء كان ضعيفاً، بسبب ضبابية الوضع في جميع مناطق درعا المحررة، التي تصنف على أنها شبه آمنة حتى اللحظة.

وعزا أسباب هذا الضعف في الإقبال على شراء اللحوم، إلى أن الكثير من الناس أصبحوا يفكرون بتأمين الضروريات فقط، إضافة إلى أن من يملك بعض المال، فانه بات يدخره للظروف الأسوأ، يضاف إلى كل ذلك عدم وجود سيولة مالية بين أيدي الناس، بسبب توقف عمليات البيع والشراء في المجالات الأخرى، وتركزها فقط على المواد الغذائية والحاجات الضرورية.

وقال "أبو عزام"، وهو تاجر حبوب، إن كل مبيعات الحبوب متوقفة الآن، بما فيها القمح، الذي يعرض بأقل من 100 ليرة سورية، ولا يجد من يشتريه، بعد أن كان يباع قبل الحملة العسكرية بأكثر من 140 ليرة سورية. وأضاف أن الحمص الذي كان يباع بنحو 350 ليرة سورية للكغ، يدفع فيه التجار وأصحاب المطاعم الآن أقل من 225 ليرة سورية.

إلى ذلك أشارت مصادر في ريف درعا الشرقي، إلى أن غالبية النازحين الذين عادوا إلى ديارهم، بعد رحلة نزوح قاسية أمضوها بالعراء، وعلى حدود دول الجوار، وجدوا بيوتهم خاوية على عروشها، بعد أن دخلتها قوات النظام والميليشيات الطائفية، وقامت بنهبها وتعفيش محتوياتها.

 وقالت مصادر من بلدة صيدا، ومن مناطق أخرى في الريف الشرقي، إن قوات النظام لم تترك لأصحاب البيوت، شيئاً من أرزاقهم، بما في ذلك الحبوب والمواشي.

ولفت المصادر إلى أن تلك القوات، خلعت صنابير المياه من أماكنها وخربت أرضيات المنازل ونهبت كل شيء فيها.

ترك تعليق

التعليق