بالصور: تعرفوا على أقدم معمل لتصنيع صفائح زيت الزيتون في إدلب


في بلدة قاح بريف إدلب الشمالي وتحديداً في منطقة مخيمات النازحين الذين توافدوا من معظم المحافظات السورية إلى أكبر منطقة تسيطر عليها المعارضة، أنشئ أول معمل لصناعة الصفائح المعدنية التي تستخدم لحفظ زيت الزيتون. ووسط ضجيج آلات القص والدمج التي تشكل الدعامة الأساسية لهذه الصناعة الجديدة في المنطقة، قال "صفوان سيد يوسف"، مدير المصنع لمراسل "اقتصاد": "كما ترى.. انتهت أزمة التنك إلى غير رجعة".

تشتهر محافظة إدلب بزراعة الزيتون الذي تذهب معظم كمياته الضخمة إلى معاصر محلية منتشرة في عموم المحافظة لاستخراج أحد أشهر الزيوت في العالم.

ونتيجة للكميات الوافرة المستخرجة من هذا الزيت تعتبر الحاجة ملحة جداً لتصنيع الصفائح المعدنية لحفظ الزيت بشكل صحي وآمن.


ولكون المنطقة تتمتع بمحصول زيت زيتون ضخم حيث يعتبر الزيت محصولاً استراتيجياً في المنطقة، خطرت فكرة إنشاء معمل لصناعة التنك في ذهن صفوان السيد يوسف قبل سنوات، ليشرع في تنفيذها مطلع العام 2013 ويضع اللبنة الأولى على طريق الاكتفاء الذاتي من صفائح زيت الزيتون.

استورد مدير المشروع جميع آلات المعمل الباهظة الثمن من اسطنبول التركية. ثم قام بتدريب مجموعة من النازحين المتواجدين في منطقة المخيمات ليشكلوا الطاقم الأساسي للمعمل.


ويقول صفوان: "عندما بدأنا بتشييد المعمل لم يكن يوجد -حينها- أي معمل مشابه في المناطق المحررة". ويتابع في ثقة واعتداد واضح: "حتى اليوم تم إنشاء 7 معامل مماثلة".

يبدأ العمل في مصنع صفوان في بداية شهر تموز ويستمر حتى نهاية كانون الأول. و يحتاج المعمل إلى ميزانية كبيرة نوعاً ما، إذ لا تتوقف الكلفة عند شراء الماكينات وتشييد البناء فقط فالمعمل بحاجة لرأسمال سنوي ضخم يفوق سعر الآلات بمرات مضاعفة لاستيراد الصفيح من الخارج.


يوضح صفوان أنهم يستوردون الصفائح المعدنية من الصين عبر تركيا. لكن العديد من الصعوبات والمتاعب تواجه هذه الصناعة أهمها ندرة الكوادر المدربة وخطورة العمل بهذه المهنة إذ أن كل عامل معرض لبتر جزء من يده في حال الشرود والتسرع وعدم الانتباه.

كما أن إغلاق المعابر الحدودية بين فترة وأخرى يتسبب بتأخير المواد الأولية المستوردة.


وهناك صعوبة كبيرة تتمثل في عدم توفر السيولة المالية الكافية للعمل نظراً للطريقة التي يتم بها تصريف البضاعة لأصحاب المعاصر الذين لا يتمكنون من سداد الثمن بشكل فوري.

"الوضع الأمني طبعاً، دائماً ما يأتي على رأس الصعوبات"، يشدد صفوان بالقول، بينما يتابع: "حالة الطرق والمواصلات السيئة والمتردية أساساً عدا عن الاستهداف المحتمل بأي وقت من الأوقات، سواء من النظام أو قطاع الطرق، تأتي جميعها من جملة المتاعب التي تواجه أي عمل اقتصادي في إدلب".


ينتج المعمل الذي يديره صفوان عدداً كبيراً من الصفائح يتراوح بين نصف مليون حتى مليون تنكة سنوياً وفقاً لجودة موسم الزيتون والكميات التي يجنيها الفلاحون.


ترك تعليق

التعليق