فصل الصيف.. ضيف مرحب به عند المهجّرين في إدلب


تحت أشعة شمس تموز اللاهبة وعلى إحدى الأرصفة في شوارع مدينة إدلب، يقف "أبو عامر" بقبعة على رأسه وقد وضع أمامه حافظتان للماء، امتلأت الأولى بعصير الجلاب، والأخرى بالليمون.

مشروبات "أبو عامر" تقدم باردة بعد وضعه لكميات من الثلج فيها باستخدام المبرشة، لتمنح المرء برودة في جسمه ونشاطاً.

يتحدث "أبو عامر" لـ "اقتصاد": "أنا من ريف دمشق وقدمت منذ سنة إلى إدلب مهجراً من مدينتي (التل). قلة فرص العمل واحتياجات الحياة المتكررة أجبرتني على افتتاح بسطة العصائر مع حلول فصل الصيف".

تكثر هذه البسطات في حواري إدلب، وتبيع أصناف مختلفة من العصائر. فهناك التمرهندي والسوس والبرتقال. ومعظم أصحابها من أبناء المناطق التي هُجّرت إلى إدلب.

"مهند" ذو ٢٥ عاماً، الذي قدم من حي الوعر، أوضح لـ "اقتصاد" أنه عندما لم يجد عملاً خطرت بباله فكرة بيع العصائر.

"بدأت مشروعي في شهر رمضان ببيع أكياس السوس والتمر هندي، وبعد انقضاءه وجدت أن الطلب على العصائر مستمر وحولت من بيع الأكياس إلى وضع العصير في كاسات وتقديمه بارداً".

وتختلف أسعار كاسات العصير باختلاف أحجامها ونوعية العصير فالتمر هندي والجلاب أغلى ثمناً من العرق سوس لأنها تحتاج للسكر ويصل متوسط سعر الكاسة إلى ٧٥ ليرة سورية.


لم تقتصر فرص العمل التي أتاحها فصل الصيف للمهجرين، على بيع العصائر والثلج. إذ استطاع "كامل" أن يجد له عملاً في إحدى المسابح بريف إدلب حيث تصبح القبلة الأولى للناس مع ازدياد الحر.

"أعمل على تنظيف المسبح، وخدمة الزبائن في هذا المسبح. ولقد ابتدأت العمل منذ شهر تقريباً"، يقول "كامل" متحدثاً لـ "اقتصاد".

ويوضح: "بعد أن هُجّرنا من حلب، فقدنا كل شيء، وأصبحت أي فرصة عمل تؤمن بعض المال فرصة لا تعوض ولا تُمنح دائماً".

رغم أجواء فصل الصيف الحارة والمقيتة أحياناً لكنه لم يكن ضيفاً ثقيلاً على الكثير من المهجرين في إدلب بل هم يرحبون به ويدعون له بطول البقاء.

ترك تعليق

التعليق