تطويل وتقصير، تكبير وتصغير.. لعبة الإنجازات لدى النظام


في الأنظمة الهشة والفاقدة للشرعية وللسيادة، تغدو التغييرات الشكلية من باب تطويل شيء أو تقصيره أو تكبيره وتصغيره، عبارة عن إنجازات يتغنى بها المسؤول طويلاً عبر وسائل الإعلام. وقد رأينا كيف أن وزير التموين في حكومة النظام، ظل لأكثر من شهر يتغنى بقراره تصغير رغيف الخبز، ومثله وزير الإسكان وهو يتحدث عن قرر "تطويل" الأبنية في مشاريع إعادة الإعمار في الوقت الذي لا يملك النظام ثمن القمح لمواطنيه.
 
الجديد في عملية التطويل والتقصير أنها امتدت إلى قطاع التعليم، إذ أعلن مسؤول رفيع في وزارة التربية، أنهم يدرسون مشروع إطالة العام الدراسي من 170 يوماً إلى 200 يوم، وذلك أسوة بالعديد من دول العالم المتقدمة.

واعترف هذا المسؤول الذي يشغل منصب مدير التوجيه في الوزارة ويدعى مثنى خضور، اعترف بتراجع العملية التعليمية في سوريا، لكنه عزا الأمر لما أسماه بالانزياح الديموغرفي الذي أدى إلى كثافة طلابية في الصف الواحد، دون أن بشير بالطبع إلى علاقة "تطويل" العام الدراسي وانعكاسه إيجاباً على العملية التعليمية، لأنه في الغرب غير صحيح أن العام الدراسي 200 يوم، وإنما 170 يوماً، لكن نموذج العطل مختلف عما هو في سوريا، إذ أن الطلاب يحصلون على إجازة لمدة أسبوعين كل 45 يوماً من الدراسة، لهذا يبدو العام الدراسي طويلاً.

ترك تعليق

التعليق