كيف أثّر تقسيم "درع الفرات" إدارياً، على مستوى الخدمات؟


عملت تركيا منذ استقرار منطقة "درع الفرات" عسكرياً، على تقسيمها إدارياً من خلال إلحاق القطاع الشرقي منها (الباب، جرابلس، الراعي)، بولاية غازي عنتاب، والقطاع الغربي (إعزاز،مارع، صوران، أخترين) بولاية كلس، وذلك لتسهيل عمليات الإشراف والمتابعة والمراقبة.

ونجم عن ذلك تفاوت واضح في مستوى الخدمات التي تقدمها تركيا في هذه المناطق، تباين عزاه البعض إلى الإمكانات المالية والإدارية الكبيرة التي تتمتع بها ولاية غازي عنتاب التركية، مقارنة بتلك المتوفرة في ولاية كلس الصغيرة.

ويظهر جلياً هذا التفاوت في المجالات الصحية والتعليمية، إذ يحظى القطاع الشرقي التابع لعنتاب بمزايا أفضل في هذه المجالات وغيرها، على ما ذكر عضو في مجلس مارع المحلي، لـ"اقتصاد".

وبحسب العضو الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن مجالس الباب وجرابلس والراعي تستحوذ على دعم مالي أكبر مقارنة بمجالس القطاع الغربي (إعزاز، مارع، صوران، أخترين).

وعزا العضو ذلك إلى أسباب منها، اعتبار تركيا القطاع الشرقي من المناطق الحديثة العهد بالاستقرار، وذلك بسبب تأخر تحريرها من تنظيم الدولة مقارنة بالقسم الغربي، إلى جانب التقسيم الإداري وارتباط تلك المناطق بولاية عنتاب.

وبالمقابل لفت العضو إلى مصادر التمويل الذاتي الكبيرة التي تستحوذ عليها مجالس القطاع الشرقي، مبيناً أن "المعابر الحدودية سواء مع تركيا أو مع مناطق النظام أو الأكراد، الموجودة في ذلك القطاع، تدر عائدات كبيرة".

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، أنه "من الطبيعي أن تحظى المناطق السورية التابعة إدارياً لولاية عنتاب بدعم مالي أكبر من تلك المناطق التابعة لولاية كلس، وذلك بسبب الفرق الشاسع بين إمكانات كل من الولايتين المتجاورتين".

وأوضح لـ"اقتصاد"، أن ولاية عنتاب تعتبر من الولايات التركية الكبرى بعدد السكان وبنسبة الإنتاج، على عكس ولاية كليس التي كانت تابعة لها منذ أعوام.

وقال أوغلو، إن بلدية غازي عنتاب تعتبر من البلديات الغنية مالياً، وهي تمتلك الكثير من المقومات المالية والبشرية الضخمة، واستدرك "لذلك تم إلحاق المدن الكبيرة في منطقة درع الفرات بعنتاب وتحديداً مدينة الباب، التي تحتاج إلى إمكانيات ضخمة وكوادر بشرية تنفيذية ضخمة".

لكن وبحسب أوغلو، فإن تركيا تحرص على توزيع المشاريع الخدمية بحسب حاجة كل منطقة، وبحسب الكثافة السكانية، منهياً بقوله "المنطقة تستعيد عافيتها تدريجياً، والأمور تتجه للأفضل بشكل تدريجي".

ترك تعليق

التعليق