درعا.. مدن أشباح، ودولار يهوي


قالت مصادر مطلعة في محافظة درعا، لـ "اقتصاد"، إن معظم القرى والبلدات في ريف درعا الشرقي، وقسماً من القرى في ريف درعا الغربي والشمالي الغربي، تعرضت لهجمات عنيفة بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، من قبل الطيران الحربي الروسي، وطيران قوات النظام، ما تسبب بدمار واسع في ممتلكات ومنازل السكان.

وأضافت المصادر أن معظم القرى والبلدات في شرق وغرب المحافظة، أصبحت مدن أشباح، تغيب عنها جميع مظاهر الحياة، بعد أن هجرها سكانها، الذين باتوا يعانون في مناطق النزوح، من ظروف إنسانية واقتصادية شديدة الصعوبة بسبب نقص الخدمات والإمكانيات.

وبيّنت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن كل أشكال الاتصال والتواصل مع الأهالي، باتت شبه مفقودة، بسبب انقطاع النت عن معظم المناطق، وتعذر إيجاد أي وسيلة تواصل أخرى.

من جهته، أشار مجد قاسم، وهو موزع مواد غذائية، كان يتنقل في جميع مناطق المحافظة، إلى أن هناك بعض المدن والقرى، الواقعة تحت سلطة الفصائل المسلحة، لازالت تنبض بالحياة، مثل جاسم وانخل والحارة في ريف درعا الشمالي الغربي، والمزيريب وتل شهاب وزيزون والعجمي وقرى حوض اليرموك القريبة من الحدود مع الأردن.

ولفت إلى أن هذه المدن والبلدات، التي وصلتها مئات الأسر النازحة، مازالت تنبض بالحياة رغم الخوف الواضح على وجوه أهلها.

لكنه أشار إلى تراجع واضح في حركة الأسواق، والأنشطة التجارية والاقتصادية في تلك المناطق، واقتصارها على مبيعات المواد الغذائية الضرورية، وبكميات محدودة، عازياَ ذلك إلى المصير المجهول الذي ينتظر هذه المناطق، وعدم توفر الأموال، وحالة الخوف التي تسيطر على السكان فيها، بسبب ما يجري في مناطق درعا الأخرى.

وقال: "إن جميع المواد الغذائية والخضار والمحروقات متوفرة في أسواق هذه المناطق، وأسعارها ضمن معدلاتها الطبيعية"، لافتاً إلى أن بعض المواد القادمة من مناطق النظام لا سّيما الطحين والسكر والمحروقات تشهد ارتفاًعا متزايداً كلما زاد الطلب عليها، وتناقصت كمياتها في الأسواق.

وأضاف أن لتر المازوت يباع الآن بـ 550 ليرة سورية، والبنزين بـ 750 ليرة سورية، فيما تباع اسطوانة الغاز بـ 8000 ليرة سورية.

انخفاض سعر الدولار يتواصل

إلى ذلك شهد سعر تصريف الدولار، في مناطق درعا المحررة، هبوطاً واضحاً منذ ثلاثة أيام، وذلك بالتزامن مع اشتداد القصف على تلك المناطق، ودخول مناطق جديدة في دائرة استهداف وقصف قوات النظام.

وأشار أبو عبادة الرفيدي، وهو صاحب محل صرافة في ريف درعا الغربي، إلى أن سعر الدولار انخفض من 460 ليرة سورية منتصف الأسبوع الماضي، إلى 435 ليرة سورية هذا اليوم، مؤكداً أن جميع مكاتب الحوالات في المناطق المشتعلة، توقفت عن استقبال الحوالات وأوقفت تعاملاتها المالية، بسبب الظروف القائمة، ونزوح الأهالي.

وأضاف أن سعر صرف الدينار الأردني يتراوح ما بين 600 و602 ليرة سورية، مشيراً إلى أن سعر صرف الدولار في مناطق درعا الشمالية الغربية، يتراوح ما بين 438 و440 ليرة سورية.

وأشار "أبو قصي"، 54 عاماً، من ريف درعا الغربي، إلى أنه لا يعرف من أين سيستلم حوالته المالية، التي اعتاد أن يرسلها له ابنه اللاجئ في ألمانيا كل شهر، موضحاً أن ابنه كان يرسل له كل شهر مئة دولار، إلى أحد مكاتب الحوالات في مدينة طفس. لكن طفس الآن خالية من السكان، والوصول إلى أي مكان آخر في المحافظة صعب جداً.

يشار إلى أن محافظة درعا تتعرض منذ العشرين من شهر حزيران الماضي، إلى حملة عسكرية غير مسبوقة يشنها نظام الأسد مدعوماً بالمحتل الروسي والميليشيات الطائفية، أسفرت حتى اليوم عن تشريد وتهجير أكثر من 200 ألف مواطن، من قرى ومدن درعا، إضافة إلى ارتقاء أكثر 300 شخص من المدنيين العزل، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن تدمير العديد من المشافي والمرافق الخدمية وممتلكات المواطنين الخاصة.

ترك تعليق

التعليق