تسجيلات مصورة تظهر إطلاق نار خلال احتجاجات بإيران


وقع إطلاق نار خلال مواجهة بين قوات الأمن الإيرانية ومحتجين في وقت مبكر اليوم الاحد، في خضم تظاهرات بسبب ندرة المياه جنوبي البلاد رغم أن السلطات أعلنت أن شخصا واحدا فحسب أصيب في الاشتباكات..

تأتي الاحتجاجات في محيط مدينة خرمشهر (650 كيلومترا جنوب غربي طهران) في خضم شكاوى سكان المدينة ذات الأغلبية العربية والقريبة من الحدود مع العراق من المياه الملحية الطينية التي تخرج من صنابير المياه بعد جفاف استمر عاما.

تفاقم الاضطرابات حالة التوتر العام في أنحاء إيران التي تواجه أزمة اقتصادية أشعل فتيلها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية.

اندلعت الاحتجاجات في مدينتي خرمشهر وعبادان ومناطق أخرى في محافظة خوزستان الغنية بالنفط الجمعة الماضية.

كانت التظاهرات سلمية في البداية واكتفى المحتجون خلالها بترديد شعارات بالعربية والفارسية.

لكن في وقت متأخر من ليل السبت وحتى صباح الأحد، بدأ المتظاهرون رشق الحجارة ومواجهة قوات الامن في خرمشهر حسبما أظهرت تسجيلات مصورة متداولة عبر الانترنت على نطاق واسع.

وبث التلفزيون الرسمي صورا لحجارة وزجاج مكسور يغطي الممشى الجانبي وكذا ماكينات صرف آلي محطمة.

السيدات والأطفال فررن من وقع إطلاق النار.

ترددت أصداء رصاص بنادق قوية وآلية، وأظهر أحد التسجيلات متظاهرين يسحبون رجلا لم يستطع التحرك.

ظهر تسجيل مصور آخر رجلا يحمل بندقية هجومية من طراز "ايه كيه- 47" على متن دراجة نارية قرب المحتجين.

وذكر التلفزيون الرسمي بعد ظهر اليوم الأحد أن "السلام قد عاد" إلى خرمشهر وأن عددا لم يحدده التقرير التلفزيوني قد تم إلقاء القبض عليه.

أضاف التقرير التلفزيوني أن المتظاهرين حملوا أسلحة نارية خلال الاضطرابات.

ولم يتضح بعد ما أشعل فتيل أعمال العنف.

وقال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي للصحفيين اليوم الأحد أنه لم تقع أي وفيات وأن شخصا واحدا فحسب تعرض للإصابة.

وقال فضلي "مثل تلك الاحتجاجات توجهها دعاية الانتهازيين من أماكن وأشخاص نعتبرهم أعداء.. تلاحظون كيف يغذون مثل هذه الأحداث في وسائل الإعلام الاجنبية والفضاء الإلكتروني هذه الأيام".

خرمشهر ومحافظة خوزستان بشكل عام شهدت تفجيرات استهدفت خطوط أنابيب نفط من قبل انفصاليين عرب في الماضي.

ولقي عشرات الآلاف من المدنيين والجنود حتفهم في المحافظة خلال الحرب العراقية- الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

الجفاف فاقم حالة الاضطراب في البلاد، وتقدر هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية أن 97 بالمائة من البلاد عانت من الجفاف بدرجات متباينة.

يلقي المحللون باللائمة أيضا على سوء إدارة بتخصيص مياه الري لبعض المزارعين دون آخرين.

وذكر تقرير حديث نشرته منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أنه "بالرغم من أن إيران لها تاريخ مع الجفاف، فإنها، خلال العقد الماضي، عانت أطول وأقسى (فترة) جفاف (مرت بها) على مدار ثلاثين عاما".

وتسمم نحو 230 شخصا في محافظة خوزستان بعدما أدى انقطاع المياه طوال عشرين ساعة في رامهرمز إلى عدم تطهير المياه بالكلور حسبما ذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية اليوم الأحد.

ولم يبد أن الاحتجاجات لها صلة بحالات التسمم.

الاحتجاجات الليلية تأتي بعد ثلاثة أيام من التظاهرات الأسبوع الماضي في العاصمة طهران شهدت مواجهات بين المحتجين ورجال الشرطة أمام مقر البرلمان وإطلاق عناصر الأمن القنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين.

المسيرات أدت إلى إغلاق السوق الكبير في خرمشهر لفترة مؤقتة.

أدى تدني قيمة الريال الإيراني امام العملة الأمريكية مسجلا 90 ألفا للدولار- ضعف قيمة التداول الحكومية- إلى تزايد حالة الغضب بعد أن شهد المواطنون قيمة مدخراتهم تتراجع وامتناع أصحاب المتاجر عن بيع بعض البضائع، خشية ارتفاع قيمتها.

عانت إيران من احتجاجات اقتصادية مشابهة انتشرت في نحو خمسة وسبعين مدينة نهاية العام الماضي، لتمثل أضخم تظاهرات شهدتها البلاد منذ المسيرات الاحتجاجية التي دامت شهورا في أعقاب انتخابات عام 2009 الرئاسية المتنازع عليها.

لقي ما لا يقل عن خمسة وعشرين شخصا حتفهم وجرى اعتقال نحو خمسة آلاف خلال الاحتجاجات التي اندلعت أواخر ديسمبر/ كانون أول الماضي واستمرت حتى أوائل يناير/ كانون ثان والتي اشتعلت في محافظات إيران وليس العاصمة.

ما فاقم وطأ الأزمة الاقتصادية هو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثامن من مايو/ أيار الماضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015 النووي وإعادة فرض العقوبات.

انسحبت شركات دولية من تعاقدات قيمتها مليارات الدولارات أبرمتها مع إيران فيما تطالب الولايات المتحدة الآن حلفائها بالتوقف عن شراء النفط الإيراني.

سخر إسحاق جهانغيري النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية اليوم الأحد من الولايات المتحدة التي " تستجدي السعوديين" لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار النفط العالمية الآخذة في الارتفاع.

زعم ترامب أمس السبت عقب اتصال هاتفي مع الملك سلمان، أن السعودية قد تزيد إنتاجها من النفط بواقع مليوني برميل يوميا.

أقرت المملكة في وقت لاحق حدوث المكالمة الهاتفية لكنها لم تأت على ذكر زيادة الإنتاج بواقع مليوني برميل كما زعم ترامب.

قال جهانغيري "إذا حاولت أي بلد أخذ مكانة إيران في سوق النفط في هذه المعركة، فسوف نعتبرها خيانة كبرى للأمة الإيرانية والمجتمع العالمي وسوف يدفعون بالطبع ثمن هذه الخيانة يوما ما " دون أن يوضح ما يقصد.

ترك تعليق

التعليق