بعضٌ من أسرار الصرافة وتجارة الحوالات في إدلب


كثير منا يعتقد أن تجارة الدولار مربحها بسيط ويعتمد فقط على ربح البيع والشراء مقابل ليرة أو نصف ليرة سورية، وأجور الحوالات التي لا تتعدى الدولار أو دولار ونصف، حسب البلد التي ترسل منه وإليه الحوالة النقدية.

"اقتصاد" أجرى حديثاً مطولاً مع تاجرَي حوالات وصرافة في مدينة إدلب، أفادانا ببعض المعلومات حول الربح والخسارة في هذه المهنة، وبعض أسرارها.

يقول التاجر الأول، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إن الأرباح في الصرافة تعتمد على عدة أمور. ولتفصيل ذلك، ذكر لنا مثالاً، مفاده، إذا باع تاجر 10 آلاف دولار بسعر 450 ليرة سورية للدولار الواحد، تكون الحصيلة 4.5 مليون ليرة. وفي هذه الحالة، إذا انخفض سعر الدولار الواحد في السوق إلى 445 ليرة سورية، يشتري التاجر الدولار بسعر أرخص بـ 5 ليرات سورية، ويكون التاجر قد ربح 50 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب 110 دولار، كربح صافي. أما في الحال المعاكسة، إذا ارتفع الدولار 10 ليرات ليصبح بـ 460 ليرة، يكون التاجر قد خسر بكل دولار 10 ليرات، وفي هذه الحالة ينتظر التاجر انخفاض سعر الدولار، أو يحمّل خسارته على أجور الحوالات.

لكن، ما هو سرّ ربط الحوالات والصرافة في مكتب واحد؟.. يجيب التاجر نفسه، بأن هذه المهنة مرتبطة ببعضها البعض منذ نشأتها، والحوالات هي من تنقذ التاجر الذي عادةً يبيع كل ما يملك من عملة أجنبية في السوق. وفي حال ارتفاع سعر الصرف، وعجز التاجر عن ضخ مزيد من الدولار لتخفيض سعر الصرف، يلجأ التاجر إلى أجور الحوالات لسد الكسر الذي أصابه جراء ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق، وتعويض خسارته، طبعاً على المدى الطويل.

وشرح التاجر لـ "اقتصاد" آلية عمل الحوالات، وكيف يحصل التاجر على المال الذي يُودع خارج البلاد، وهو يدفعه للزبون في البلد، فقال: "هذا بسيط جداً، وسهل، ويعتمد على عدة أشياء أهمها الأمانة عند التاجر وسمعته في السوق، كي لا يتم النصب على صاحب الحوالة، وهذا حصل كثيراً. ويعتمد أيضاً على التبادل، أي أن التاجر عندما يدفع للزبون حوالة قادمة من خارج سوريا، يطلب من المكتب الخارجي إما تسليمها لزبون يريد التحويل من سوريا إلى خارجها، أو دفع ثمن بضاعة يريد التاجر شرائها من الخارج وإرسالها إلى سوريا، وفي هذه الحالة يكون الطرفان قد استفادا من الحوالة، وأقصد هنا المكتب في داخل سوريا، والمكتب الذي يعمل خارج سوريا. وهكذا يستمر هذا العمل".

وفي ملاحظة هامة من التاجر لـ "اقتصاد"، أكد أن أكثر الأرباح من الحوالات هي التي تأتي من السعودية إلى سوريا، وهنا يقوم التاجر بتسليم كل 1000 ريال سعودي بـ 255 دولار، والفرق هنا بتكسير الريال السعودي على الدولار في ظل الظروف الراهنة، إذ يعتمد أغلب تجار الدولار على الحروب التي تضرب اقتصاد العالم، ومعروف أن اقتصاد العالم مرتبط بالدولار الأمريكي.

تاجر آخر يملك أيضاً مكتب حوالات وصرافة في إدلب، قال لـ "اقتصاد" إن هذه المهنة لا تتوقف في الوقت الراهن، وذلك بسبب الحرب وقلة العمل، مما يزيد من حاجة الناس للحوالات الخارجية والاعتماد عليها بنسبة 90%.

 وأضاف أيضاً: "يوجد محلات كثيرة تستغل حاجة الناس للحوالة، وتأخذ نسبة كبيرة من الأجور في حال عدم توفر مكتب في بلد معين يريد الزبون استلام حوالة منه. ويكون التاجر هو المستفيد الأكبر من هذا الشيء".

وختم التاجر الثاني حديثه لـ "اقتصاد" قائلاً: "استمرار التاجر في هذه المهنة يعتمد على قوة التاجر من حيث الملاءة المالية، إلى جانب الذكاء وقدرته على نسج علاقات مع أغلب مكاتب العالم، لجذب الزبائن، وإعطائهم أرخص ثمن لأجور الحوالات، وأعلى سعر لصرف الدولار مقابل الليرة، في ظل تنافس شديد بين النشطاء في هذا المجال".

ترك تعليق

التعليق