"أيام المعارضة ما صارت".. أزمة خبز في ريف حمص


تضرب أزمة الخبز محافظة حمص، من جديد، بعيد فرض سيطرة النظام على ريف حمص الشمالي، الأمر الذي زاد العبء على مجلس محافظة حمص، الذي أصبح مسؤولاً عن تقديم الخدمات لـ 250 ألف نسمة في الريف العائد لـ "حضن الوطن" الفقير أساساً.

حيث تم إقالة مدير التموين ومدير الأفران بمحافظة حمص بعد انقطاع للخبز دام أكثر من 10 أيام عن مناطق ريف حمص الشمالي، ليفرض المدراء الجدد خطة تقشفية تلغي بيع الخبز من الأفران مباشرة وتحول عملية البيع إلى مراكز متوزعة على الأحياء في المحافظة، ومدن الأرياف، على حد سواء.

يأتي ذلك كنتيجة لسياسة النظام السابقة، والذي تعمد تدمير كل المؤسسات الخدمية في المناطق الخارجة عن سيطرته لتضييق الحصار على المدنيين في مناطق المعارضة. لكن التفاهمات الدولية أجبرت النظام على السيطرة على مناطق جديدة ربما لم يكن يرغب بالسيطرة عليها لعدم قدرته على تقديم الخدمات لها. فبعد السيطرة على الريف الشمالي لحمص، واجه النظام معضلة عدم وجود أفران فيه، قادرة على إنتاج الخبز لأكثر من 250 ألف نسمة.

ويتحدث الأهالي في مدينة تلبيسة عن عجز النظام في تأمين أدنى مقومات الحياة بقولهم، "هل يعقل أن الدولة عاجزة عن إعادة ترميم الأفران الحكومية، وتقوم بتشغيل الأفران التي كانت تعتمد عليها المجالس المحلية في زمن سيطرة المعارضة؟".

الأمر تسبب بأزمة حقيقية فاضطر النظام إلى استدراج الخبز من أفران محافظة حمص، مما وسع دائرة الأزمة لتشمل المحافظة بأكملها.

أدى ذلك إلى إقرار خطة تقشف تقوم على منع بيع الخبز على نوافذ الأفران بشكل كامل، واستحداث مراكز مرخصة في كل من حي من أحياء المحافظة ومدن الريف، وتسجيل الأسر فيها على دفتر العائلة، وتقديم المخصصات بشكل روتيني، حيث تقرر في ريف حمص الشمالي توزيع الخبز على المراكز يوماً بعد يوم، بمعدل ربطة خبز واحدة "7 أرغفة" للأسرة الواحدة دون الالتفات إلى عدد أفراد كل أسرة.

وخلال الـ 10 أيام الماضية تم تقديم الخبز إلى مراكز التوزيع بمعدل 100 ربطة إلى كل 300 عائلة بمعدل مرتين في الأسبوع مما جعل أصحاب المراكز يرفضون استلام الخبز في أول مرة تجنباً للمشاكل مع العوائل المسجلة لديهم لكنهم استلموها في المرة الثانية وقاموا بتوزيع ربطة خبز واحدة لكل ثلاثة عوائل.

"أبو جاسم" من سكان قرية الزعفرانة يقول: "ما معقول اضطر اجيب 3 عوائل لاستلم ربطة خبز. أيام المعارضة ما وصلنا لهل مرحلة".

وتعالت أصوات المواطنين أمام مراكز استلام الخبز مستنكرين الحال الذي وصلوا له، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي منذ شهر بحجة عدم إقرار الكمية المخصصة من الكهرباء بعد للمنطقة والأضرار الجسيمة في الشبكة، وانقطاع المياه بسبب رفض مؤسسة المياه تشغيل محطات الضخ على المازوت وانتظار التيار الكهربائي.

ترك تعليق

التعليق