ماذا حدث قبل حريق المناخلية؟.. مصدر يؤكد ضلوع إيران في حرائق دمشق


عادت الحرائق "مجهولة الأسباب" للظهور مجدداً في العاصمة دمشق. وفي كل مرة، تستهدف تلك الحرائق محال تجارية في أسواق قديمة. وفي كل مرة، يتعرض أصحاب تلك المحلات، قبل الحريق، لمضايقات من قبل الميليشيات الشيعية وحكومة النظام، بغية استملاك المنطقة.
 
آخر تلك الحرائق كان يوم السبت، في الثالث والعشرين من حزيران - يونيو الجاري، حيث اندلع حريق في منطقة سوق المناخلية
بالقرب من مخفر العمارة وسط العاصمة دمشق.

استهدف الحريق محلاً كبيراً لبيع مستلزمات التمديدات الصحية والبلاستيك، وامتد  ليضرب محالاً أخرى إضافة إلى العديد
من المنازل المجاورة.

المحل قبيل الحريق

كانت قوات النظام قد بدأت بمضايقة تجار العاصمة دمشق وخصوصاً الواقعة محلاتهم في الأسواق القديمة، منذ حوالي عامين،
حيث شهدت المناطق هناك عدة حرائق متكررة منذ تلك الفترة وحتى اليوم.
 
المتجر الذي اندلع به الحريق يوم السبت كانت قوات النظام قد اعتقلت صاحبه "ع . ق"، ابن مدينة حلب، وهو أحد
أكبر تجار البلاستيك في العاصمة دمشق، وذلك قبيل شهر رمضان المنصرم، بعد أن وجدوا في المحل عملات أجنبية، وهو ما يدل على عمله في مجال الصرافة، حسب وصفهم.

 التاجر اضطر عقب اعتقاله لدفع مبلغ يزيد عن 150 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه، كما أفاد مصدر مطلع داخل سلطات النظام نفسه، وذلك في تصريح خاص لـ "اقتصاد".

 وأضاف المصدر: "عادت الجمارك بداية الشهر الفضيل مطالبة التاجر نفسه بدفع مخالفات لوجود بضائع غير مجمركة لديه حيث تجاوزت المخالفات 50 مليون ليرة سورية".
 
وجاءت الضربة الثالثة والتي كانت أشبه بالقاتلة، باحتراق محل التاجر والمستودع، واللذين كانا يحويان بضائع تقدر قيمتها بـ 750 مليون ليرة سورية.
 
المصدر أكد تعرض التاجر لمضايقات من قبل الميليشيات الشيعية في المنطقة، في البداية. الأمر الذي تطور بعدها إلى الاعتقال ومن ثم الحريق.
 
الحريق تسبب أيضاً بدمار العديد من المنازل كونها منازل قديمة أساساً، أثّر الحريق فيها بشكل كبير بعد تأخر الإطفاء في الوصول لأكثر من ساعتين، رغم تكرر النداءات، حيث سويت العديد من المنازل بالأرض، حسب شهود عيان من المنطقة، في حين غطت سحابة الدخان الناتجة سماء العاصمة.
 
الحريق كان قد اندلع حوالي الساعة الثالثة ظهراً، فيما تأخرت فرق الإطفاء في الوصول حتى الساعة الخامسة عصراً، واستمرت عملية الإطفاء حتى الحادية عشرة ليلاً، إضافة إلى اندلاع الحريق في ذات المنطقة مجدداً يوم الثلاثاء، السادس والعشرين من حزيران - يونيو الجاري حيث اضطرت فرق الإطفاء للبقاء في المنطقة طوال الليل خوفاً من اندلاعه مجدداً.

الحريق خلّف، حسب صفحات موالية للنظام، 25 جريحاً في صفوف المدنيين بينهم 5 حالات تم نقلها إلى مشافي خاصة إحداها كانت متفحمة.

حرائق مشابهة قبل عامين
 
أكبر الحرائق التي استهدفت أسواق العاصمة منذ اندلاع الحرب السورية كانت في الثالث والعشرين من نيسان - أبريل عام 2016 حيث التهم الحريق أكثر من 80 محلاً تجارياً في منطقة سوق العصرونية أحد أكبر أسواق العاصمة. في حين التهم حريق آخر السوق ذاته في كانون الأول من العام نفسه أيضاً، وأدى إلى احتراق 10 محال تجارية أخرى. في حين كان الحريق الثالث للسوق ذاته أيضاً في تشرين الأول من العام المنصرم. وتكتم إعلام النظام حينها عن جميع تلك الحرائق مكتفياً بذكر خبر "اندلاع حريق في المنطقة".

آخر حريق اندلع في سوق العصرونية صادف في الحادي عشر من شهر "محرم" أي أثناء مواصلة الشيعة احتفالاتهم بذكرى عاشوراء، حيث تشهد المناطق هناك انتشاراً كثيفاً لعناصر النظام والميليشيات الشيعية في تلك الفترات خصوصاً، وهو ما يؤكد ضلوع تلك الميليشيات مدعومة بقوات النظام، في افتعال الحرائق لإجبار التجار على ترك محالهم، حيث بات واضحاً إرادة إيران في السيطرة على العاصمة دمشق بجميع جوانبها، وأبرزها الاقتصادية.

انتقال الحرائق اليوم إلى سوق المناخلية بعد أن دمرت قسماً كبيراً من سوق العصرونية قبل حوالي العامين، يطرح التساؤل الآتي:
هل حوّل النظام والميليشيات الشيعية أنظارهم إلى سوق جديد بدمشق، بعد إنهاء ملف سابقه؟!

ترك تعليق

التعليق