"الفطيم" و"الخرافي" يعودان لسوريا.. تضليل روسي، أم دعوة؟


فقط، في "روسيا اليوم"، تستطيع أن تجد خبراً يُوحي بتهافت المستثمرين الخليجيين للعودة إلى سوريا. ويمكن لك أن تجد صدى لهذا الخبر في عشرات المواقع الموالية للنظام. لكنك لن تجد أي أثرٍ لما يثبت ذلك، في أي وسيلة إعلامية، خليجية، أو عربية، أو دولية.

فقد نقلت قناة "روسيا اليوم"، الناطقة بالعربية، عما أسمتها، "مصادر" في اتحاد غرف السياحة السورية، أن الاتصالات بين شركات خليجية كبرى، ووزارة السياحة في حكومة النظام، قد عادت، بغية إقامة مشاريع جديدة، أو استدراك مشاريع قديمة توقفت مع قيام الثورة عام 2011.

وذكرت "روسيا اليوم"، اثنين من أكبر الشركات الخليجية. الأولى، شركة الخرافي السعودية، التي كانت تنفذ سابقاً مشروع المجمع السياحي في منطقة كيوان بدمشق. وحسب القناة الروسية، فإن الشركة طلبت من حكومة النظام تعديل صيغة الاستثمار المتعاقد عليها، وأوفدت إلى سوريا مديراً جديداً لمشروعها، بغية إعداد الترتيبات اللازمة للنهوض به.

الثانية، هي مجموعة شركات "ماجد الفطيم" الإماراتية، التي تواصلت، حسب "روسيا اليوم"، مع وزارة السياحة الخاضعة للنظام، وأبدت أيضاً استعدادها لتنفيذ مرافق البنى التحتية في مشروع المجمّع السياحي في الصبورة غرب مدينة دمشق.

بدوره، بحث "اقتصاد" مطولاً عن أي خبر في أي وسيلة إعلامية غير موالية للنظام، تؤكد ما سبق. كما عاد إلى الكثير من المواقع الخليجية الاقتصادية المتخصصة، لكنه لم يجد أي خبر يؤكد ما قالته "روسيا اليوم"، الأمر الذي يُدخل الرواية الروسية، في دائرة التضليل الإعلامي، لأهداف نفسية بغية بث قناعة في أوساط المؤيدين والمعارضين، بأن المياه عادت إلى مجاري العلاقات الخليجية مع الأسد، بصورة كاملة. أو ربما لأهداف سياسية، بوصفها رسالة للخليجيين تحمل دعوة لإعادة إحياء العلاقات الطبيعية مع نظام الأسد، بالفعل، والمشاركة في إعادة إعمار سوريا، تحت مظلة الإقرار بهيمنة نظام الأسد وحليفه الروسي، على المشهد السوري.

ترك تعليق

التعليق