أسوأ محصول حبوب في حمص منذ نصف قرن


علم موقع "اقتصاد" من مصادر أهلية بريف حمص، أن موسم الحصاد لهذا العام، وخاصة لمحصولي القمح والشعير، هو الأسوأ منذ نصف قرن تقريباً.. حيث تشير تقديرات زراعية غير رسمية، بأن إنتاج المحافظة من القمح لهذا الموسم، لا يتجاوز 6 آلاف طن، مقابل 50 ألف طن عام 2016، ونحو 80 ألف طن عام 2011..

هذا ولم يصدر عن مديرية زراعة حمص حتى الآن، أي تقديرات عن موسم الحبوب لهذا العام، بالرغم من أن موسم الحصاد، وفي معظم مناطق المحافظة، انتهى تقريباً.

وقال مهندس زراعي يدعى "أبو محمود"، إن الشعير والقمح هذا العام، أصيبا بمرض "التبقع الفطري"، نتيجة الظروف المناخية، غير الطبيعية، إضافة إلى قلة الهطول المطري، وإصابة محصول الحبوب بالعديد من الأمراض والحشرات..

وأكد المهندس أبو محمود، أن الجفاف، خلال فصل الشتاء، كان غير مسبوق، حيث لم يتجاوز الهطول المطري بريف حمص الشمالي 250 ملم مقابل 600 ملم في العام 2016، وفي مركز المدينة 300 ملم.. مشيراً إلى أن الفلاح في ريف حمص، لم يخسر محصوله فقط، بل خسر تكاليف الفلاحة وثمن البذار وتعبه، والتي تقدّر بنحو 20 ألف ليرة سورية للدونم الواحد..

هطلت الأمطار بعد الحصاد

ويعزو "أبو ياسر"، مزارع من ريف حمص الغربي، تراجع محاصيل الحبوب، والقمح تحديداً، إلى موجة الجفاف، التي اجتاحت سوريا خلال فصل الشتاء، إضافة إلى ارتفاع أسعار البذور والمازوت وهجرة نحو 30 بالمائة من الفلاحين لأراضيهم بسبب ما يتعرض له المزارع في سوريا من قصف وقتل وتشبيح وأتاوات تفرض عليه..

ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" عن الأمطار الغزيرة التي هطلت في شهري أيار، وحزيران، قال المزارع "أبو ياسر": "نعم هطلت أمطار غزيرة جداً في نهاية فصل الربيع، وتعادل كميتها الأمطار الهاطلة خلال فصل الشتاء، إلا أنها جاءت بعد يباس القمح والشعير، وبالتالي محصول الحبوب لم يستفيد منها شيئاً، واقتصرت فوائدها على الأشجار المثمرة، والمزروعات الصيفية البعلية"..

كما علم موقع "اقتصاد" أن أضرار الجفاف في المنطقة الوسطى من سوريا، امتدت لتلحق بمحصول الشعير، حيث انخفض إنتاج المحافظة هذا العام إلى نحو 7 آلاف طن بينما كان في العام 2016، نحو 50 ألف طن، مما انعكس سلباً على قطاع تربية الماشية، الذي يعتمد على الشعير بنسبة 90 بالمائة.. هذا وقد أُجبر المزارع على حصاد محصوله من القمح، والخالي تماماً من الحب، بالحصادات الآلية، بهدف الحصول على التبن، الذي يستخدم كمادة علفية أساسية في تربية الماشية في سوريا..

وحسب مختصين بالزراعة، وتحديداً القمح، فإن منطقة حمص، فقدت هذا العام نحو 90 بالمائة من إنتاجها من القمح والشعير.. وإن الإنتاج في هذا العام، اقتصر على الحقول المروية فقط في ريفي حمص الشمالي الغربي، والغربي الجنوبي، وإنتاج هذه الحقول لا يتجاوز 6 آلاف طن فقط، منها ألف طن في ريف حمص الشمالي، والباقي في مناطق "تلكلخ، شين، الوادي، القصير"، وطبعاً هذه الكمية مخصصة للبذار بالموسم القادم.

جدير ذكره، أن المساحات المخصصة لزراعة القمح في محافظة حمص، تتراوح ما بين (35 – 50) ألف هكتار، وكان يصل إنتاج المحافظة السنوي، قبل عام 2011، إلى 80 ألف طن قمح، نصفها من إنتاج الحقول المروية، انخفض هذا الرقم تدريجياً إلى النصف في العام الرابع للثورة السورية، وإلى أقل من 10 بالمائة في العام الحالي، وهناك ثلاث مناطق تزرع القمح هي: ريف حمص الشمالي، ريف مدينة القصير وريف حمص الغربي (منطقة تلكلخ)، أما بريف حمص الشرقي، والذي تتوفر فيه مساحات زراعية كبيرة جداً، توقفت زراعة القمح فيه كلياً، منذ نحو 20 عاماً تقريباً، بسبب شح الأمطار.

ترك تعليق

التعليق