ارتفاع حاد في أسواق العقارات بحلب.. وآمال معقودة على إعادة إعمار روسية


يرقب بائع الإليكترونيات "أبو جهاد" أسعار منازل حلب التي ترتفع تدريجياً بقلق بالغ، ويقف حائراً بين أن يشتري منزلاً بالقرب من مكان عمله في حي الجميلية وسط المدينة بسعر باهظ، وبين أن يتريث على أمل أن تنخفض الأسعار.

وخلافاً لعلامات الركود الذي يجتاح سوق العقارات في حلب وتحديداً في الأحياء الغربية، تواصل أسعار المنازل التحليق عالياً، لتصل في بعض الأحياء إلى 80 مليون ليرة سورية للمنزل الواحد في منزلة "طلعة أدونيس" القريبة من جامعة حلب.

وموضحاً حالة الحيرة التي تعتريه، يقول أبو جهاد: "لا زلت متردداً بين أن أشتري منزلاً ولو كان مرتفع الثمن، حتى أتخلص من إيجار المنزل الشهري الذي يبلغ 70 ألف ليرة سورية، وبين أن أنتظر تهاود الأسعار، كما يقول التجار هنا".

ويضيف مؤكداً لـ"اقتصاد"، بأن حركة بيع العقارات في حدها الأدنى على امتداد مدينة حلب، ونقلاً عن تجار العقارات يعزو ذلك الكساد، إلى أحاديث غير رسمية وتنبؤات عن قرب بدء شركات إعادة الإعمار الروسية عملها في حلب.

ويشير أبو جهاد، إلى أن "التوقعات تشير إلى انخفاض أسعار المنازل في حلب، في حال بدأت تلك الشركات عملها في الأحياء الشرقية التي تعرضت للدمار بنسب كبيرة جراء المعارك التي كانت مسرحاً لها، في الفترة الممتدة ما بين منتصف 2012- ونهاية 2016".

وبالرغم من عدم وجود أنباء رسمية تشير إلى احتمال بدء مرحلة إعادة الإعمار في حلب، يجزم "أبو جهاد" بأن إعادة الإعمار وشيكة، مشيراً في هذا السياق إلى أعمال تعبيد الطرقات وإصلاح الشبكات التي تقوم بها مؤسسات النظام في غالبية الأحياء الشرقية (حي الشعار، حي سيف الدولة، حي السكري).

ولمواجهة ارتفاع أسعار المنازل وإيجارها في أحياء حلب الغربية، لجأ الستيني "علي" إلى الانتقال بعائلته من حي شارع النيل، إلى حي الشعار، حيث أسعار الإيجارات هناك مقبولة.

يوضح لـ"اقتصاد" أن ما دفعه إلى السكن في شارع النيل، قُربُ الحي من الجامعة التي يدرس فيها اثنان من أبنائه، ويستدرك "لكن تأمين قيمة الإيجار التي ترتفع باستمرار من قبل صاحب المنزل لم تعد بالأمر السهل".

ويقارن "علي" الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، بين قيمة إيجار منزله القديم (شارع النيل) التي وصلت إلى 80 ألف ليرة سورية، وبين المبلغ هنا (حي الشعار) الذي لا يتجاوز الـ20 ألف ليرة سورية.

ويردف، "مهما كانت أسعار المواصلات التي سيدفعها الأولاد للذهاب إلى الجامعة مرتفعة، فلن تعادل المبلغ المرتفع الذي كنت أدفعه هناك".

ومتفقاً مع أبي جهاد، يؤكد علي لـ"اقتصاد" أن مرحلة إعادة الإعمار توشك على البدء، ويردف "ننتظر ذلك على أمل أن نستطيع شراء منزل بأسعار مقبولة".

ترك تعليق

التعليق