بالصور من إدلب.. حديث يزخر بعبق الماضي، عن مهنة لا تموت



مدينة إدلب التي تُشتهر بزيتونها وخصوبة أرضها وطيبة شعبها، عادت بنا إلى الأجداد والماضي العريق في إحدى محلاتها الذي تشتم منه رائحة التاريخ الأصيل وروح الحاضر.


وكان لكاميرا "اقتصاد" جولة في محل "أيام زمان"، الذي يصر على إظهار تاريخ سوريا الأصيل في بضاعته التي تحتوي على تحف وشرقيات يعود بعضها لأكثر من 150 عاماً، وذلك رغم ظروف الحرب التي أثرت على هذه المهنة.


وتحدث "اقتصاد" مع "أبو محمد" صاحب محل "أيام زمان" عن عراقة هذه المهنة التي ورثها عن أبيه وأجداده، ليروي لنا مدى أهمية هذه المهنة التي لا تموت مهما كانت الظروف، حسب وصفه.


وفي بداية حديث "أبو محمد"، ذكر لنا مدى أهمية هذه التحف والشرقيات وكيفية المحافظة عليها من الزوال، لأنها تحمل بصمات الآباء والأجداد، حسب وصفه.
 

وفي سياق الحديث عن مدى رغبة الناس في اقتناء هذه التحف، قال "أبو محمد": "لم تعد الناس تملك ثمن هذه القطع، والأصح من ذلك لم يعد لديها منزل تضع فيه هذه التحف بعدما دُمرت بيوتهم وهجروا من أراضيهم".


وأضاف: "أنا أبيع باليوم قطعة وأشتري 10 قطع".


 وعندما سألناه عن السبب، قال: "الناس تبيع ذكريات آبائها وأجدادها، لتأكل وتدفع إيجار بيوتها".


كان لنا سؤال لـ "أبو محمد": "هل تستطيع الاستمرار في هذه الظروف التي لا يوجد فيها بيع ولا شراء؟"، فأجاب بغصة: "هذه المهنة تحتاج لثلاثة، الأول: صبر أيوب، والثاني: عمر نوح، والثالث: مال قارون".
 


وأضاف أيضاً: "أنا عندي أمل بأن سوريا ستعود ويعود معها تاريخها وأصالتها".


وفي سياق الحديث، كان لنا سؤال عن هذه المهنة قبل الحرب، هل كان هناك إقبال عليها، فأجاب: "هذه التحف والشرقيات تعتمد على السياح من خارج البلاد والآن لم يعد يوجد سياح، لذلك توقف عملنا وأصبح من الماضي".


وفي جولة داخل المحل قلنا له، "ما الذي يطلبه الناس هذه الأيام؟"، فقال: "المسابح أكثر ما يباع في هذه الفترة والسبب أن أسعارها ليست غالية وتُحمل في كل مكان". وأضاف أيضاً أن المسابح يتراوح سعرها بين 1000 ليرة سورية إلى 3 ملايين ليرة سورية.


وكان لـ "اقتصاد" لقاء مع رجل كبير بالعمر يدعى "أبو عبدو"، من زوار محل "أيام زمان"، فسألناه: "ما أهمية هذه التحف والشرقيات لك؟". فقال: "تاريخي وحاضري ومستقبل أولادي".


في ختام الحديث مع "أبو محمد" صاحب محل "أيام زمان" عن مدى استمراره في هذه المهنة، قال: "سأورثها لأولادي".


ترك تعليق

التعليق