بملايين الليرات.. تجارة الامتحانات الثانوية في اللاذقية


تمنح امتحانات الشهادة الثانوية في محافظة اللاذقية فرصة جيدة للمراقبين لتحقيق المكاسب المادية. ولكل مكان ثمنه ولكل مادة سعرها. وتقف الجهات الأمنية في موقف المتفرج بعد أن تنال حصتها ما لم تحصل فضيحة تجبرها على التدخل.

فيما مضى كان المدرسون يتهربون من المراقبة في امتحانات الثانوية العامة والإعدادية، كانت تمنعهم مشقة الانتقالات إلى المراكز الامتحانية وقلة التعويض الممنوح نظير أتعابهم، ويتجنبون الإحراج من الأهل والأصدقاء.

في الوقت الحالي أصبح المدرسون يتزاحمون لتسجيل أسمائهم، ويختارون المراكز التي يرغبون المراقبة بها.

شرح أحد المدرسين لـ "اقتصاد" ما يحصل. "لكل شيء ثمن. يدفع المدرس إكرامية للموظف المختص في دائرة الامتحانات، ويضمن وجود اسمه ضمن كوادر المراقبة قبل موعد الامتحانات بزمن، ويدفع لدائرة الامتحانات لكي يتم تعيينه في المركز الإمتحاني الذي يرغب المراقبة به، ولكل مركز سعر خاص به. وتتراوح الأسعار بين 100 ألف ليرة سورية ومليون ليرة".

يتابع المصدر: "أما إذا كان المدرس يرغب أن يصبح مديراً لمركز امتحاني فعليه أن يدفع مبلغاً يقارب 10 مليون ليرة وأن محسوباً على جهة أمنية، ويستطيع أن يحصل على التعيين إن كان من أهل الثقة، ويدفع نصف ما يستطيع جمعه خلال الامتحان من هدايا وأموال".

ويضيف المدرس: "أصبحنا ننتظر الامتحانات لكي نحصل على المال بعد تردي حالتنا المادية".

وبيّن كيفية الحصول على الأموال بقوله: "لكل مدرس معارف من الأغنياء القادرين على الدفع، وقبل الامتحانات يتواصل معهم ليعرف المراكز التي سيقدم بها أبناؤهم الامتحانات، ويختار المركز الإمتحاني الذي يتواجد به أكبر عدد من الطلاب الذين يهمه أمرهم، ويضع نفسه به عن طريق دائرة الامتحانات".

وأضاف: "يتبادل المدرسون المعلومات والخدمات فيما بينهم، ويشكلون مجموعات تتعاون فيما بينها، ويحصلون على نسبة مما يتقاضاها صاحب الاتفاق الأصلي، فيستطيع المدرس أن يتفق مع الطالب أو أهله على مبلغ معين لمساعدته في مادة ما أو في جميع المواد، ولكل اتفاق ثمن، ويتم تنفيذ الاتفاق حتى ولو لم يكن المدرس مراقباً في المركز الموجود به الطالب، ويكفي أن يكون أحد المدرسين من المجموعة التي تتبادل الخدمات فيما بينها، موجوداً، حتى يتم تنفيذ الاتفاق".

هذا وقد كشفت صفحات إخبارية موالية عن فضائح حصلت في الامتحانات، ففي صفحة "أخبار اللاذقية" كتب الصحفي "أيهم غانم" عن تلقي أحد المدرسين مبلغ "مليون وثمانمائة ألف ليرة سورية" لمساعدة أحد الطلاب بكافة المواد الدراسية.

هذا الأمر ينطبق على كافة المراكز الامتحانية، ويشذ عنها بعض الطلبة من أبناء المسؤولين والشبيحة محدثي النعمة ومن حملة البندقية، يحاول هؤلاء الحصول على ما يريدون كإدخال الكتب والملخصات والمصغرات ومساعدة المدرسين باستخدام القوة التي يملكونها والترهيب الذي يمارسونه، وتختص بهذه الممارسات بلدتي القرداحة وجبلة.

يقع كل ذلك تحت بصر المسؤولين والجهات الأمنية وبعلمهم، بعد حصول الجميع على حصته مما يدفعه الأغنياء للحصول على علامات عالية، ولو كان ذلك على حساب الطلاب الفقراء.

كتبت "نانا سلمان": "النقل شغال على عينك يا تاجر. والدفع ع أبو جنب. مارايحة غير عالفقير اللي درس وتعب".

ويبرر المؤيدون لنظام الأسد ما يحصل في امتحانات اللاذقية، بأن أبناء الساحل يجب أن يكون لهم الأولوية بكل شيء حتى الامتحانات باعتبارهم الذين ناصروا النظام وحملوا البندقية وقَتَلوا وقُتِلوا من أجل بقائه على الكرسي.

ترك تعليق

التعليق