كيف تحول إقليم كردستان العراق إلى محطة لعبور السوريين العالقين في السعودية؟


لم يكن الخمسيني، يوسف محمد، يتوقع أن يحط به الرحال في مطار أربيل العراقي، لكن العودة إلى سوريا أرغمته على ذلك.

قبل عامين من الآن، غادر محمد برفقة زوجته من مطار غازي عنتاب التركي إلى الممكلة العربية السعودية -بعد أن أمن له صهره المقيم هناك كرت زيارة-، قاصداً الحج، "بعد انتهاء موسم الحج فوجئت بأن العودة إلى تركيا صارت مستحيلة"، يقول لـ"اقتصاد".

ويوضح: "عندما غادرت الأراضي التركية تم توقيعي على ورقة يتم بموجبها منعي من الدخول إلى الأراضي التركية لمدة لا تقل عن أربعة أعوام، وذلك من دون علمي بفحوى ما وقعت عليه".

ويضيف محمد: "لم أترك وسيلة إلا وقصدتها حتى أتمكن من العودة لأطفالي بريف حلب الشمالي، غير أن كل الطرق كانت مسدودة، باستثناء السفر إلى لبنان".

وحول عدم قبوله بالسفر إلى لبنان والدخول من بعدها إلى داخل سوريا، أشار إلى خوفه من الاعتقال حال مروره في مناطق سيطرة النظام، وأردف: "تلقيت الكثير من التحذيرات من معارفي بعدم التوجه إلى لبنان".

مضى العام الأول ومحمد لا زال عالقاً في الأراضي السعودية، وشارف العام الثاني على المضي إلى أن اهتدى مؤخراً إلى سمسار أرشده إلى الطريق الذي سيمكنه من العودة إلى منزله بريف حلب الشمالي.

يوضح: "بعد مشوار طويل استطعنا تأمين تأشيرة للدخول (فيزا) إلى إقليم كردستان العراق، عن طريق شخص من الإقليم مقابل عمولة مالية مرتفعة، فغادرنا المملكة إلى هناك".

يستطرد محمد: "فور وصولنا أربيل، قصدنا الحدود السورية- العراقية ودخلنا برفقة مهرب الأراضي السورية عبر معبر (سيمالكا) الحدودي وتوجهنا من هناك إلى منبج ومن ثم دخلنا ريف حلب الشمالي".

وبرغم كل ما جرى مع محمد، فإن سعادته اليوم لا توصف وهو بين أطفاله مجدداً، بعد أن دام غيابه عنهم نحو عامين.

يذكر أن السلطات التركية لا زالت تواصل منعها السوريين من دخول أراضيها، منذ مطلع العام 2016، حين بدأت برفض منح تأشيرة الدخول إلى أراضيها للسوريين المقيمين في أوروبا والبلدان الخليجية.

ترك تعليق

التعليق