لماذا الفروج أرخص في "المحرّر" منه في دمشق؟


150 مليون ليرة سورية قيمة استيراد 5 "حاضنات دجاج" و4 "فاقسات بيض" جديدة بموجب عقد أبرمته "مؤسسة الدواجن" لدى "نظام الأسد" بهدف تحسين توفير البيض وزيادة عدد الصيصان والرفع من أعداد الفروج.

السعر بين أسواق العاصمة دمشق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وبين أسواق الشمال السوري المُحرر بدءاً بقلعة المضيق في ريف حماه الشمالي وصولاً لمدينة جرابلس يُسجّل فارقاً كبيراً، حيث يُباع كيلو الدجاج في أسواق المناطق المُحررة بسعر أدنى 40 بالمائة مما هو عليه في أسواق مناطق النظام، الأمر الذي يدفع الكثير من الأُسر القاطنة في دمشق لإخضاع وجبة الفروج لورقة المُفاضلة مع مواد غذائية أخرى قد تكون أساسية وتحظى على الدرجة الأولى في سلّم الأولويات.

(ع ، ف) صاحب متجر لبيع الدجاج المذبوح في سوق "الشيخ سعد" وسط دمشق أكّد لـ "اقتصاد" أنّ قلّة الحاضنات الحديثة ذات "الشروط الملائمة" لتربية الدجاج وندرة المنشآت المتطورة ذات "التربية المُغلقة" التي لا تتأثر بالتغييرات المناخية والمتمتعة بطاقة إنتاجية كبيرة أثّرت سلباً طيلة السنوات السابقة وما زالت على قطاع الدواجن خاصّةً في نفوق عدد كبير من الدجاج جراء المُتغيرات المناخية ارتفاعاً وانخفاضاً.

وحول الأسعار قال التاجر إنّه إضافةً لقانون العرض والطلب الساري منذ سبعة أعوام والمُخالف للأسعار الرسمية الصادرة عن "وزارة التجارة وحماية المستهلك" وتذبذب درجات الحرارة، هناك عوامل عديدة تتحكم بطرح سعر مادّة الفروج للمستهلك أهمّها احتكار المُربّين للمادّة وتفضيل طرحها لنقاط بيع مُحدّدة مُسبقاً ما يُعطي تلك النقاط أفضلية تسعيرها بسبب قلتّها في نقاط أخرى.

أمّا حول المُعوّقات التي تواجه المُربين، أردف التاجر أنّ مُشكلة الأعلاف لم تنتهي، فما زال استيرادها نادراً بسبب الرسوم الجمركية المُرتفعة إضافةّ لغياب خطط احتياطية تؤمّن الدجاج البديل في حال نفق بسببٍ ما وفي أكثر الأحوال مرضاً.
 
تختلف مصادر مادّة الفروج في أسواق العاصمة دمشق وتتنوع بين واردةٍ بطرقٍ شرعيةٍ وطرق أخرى مُلتوية، حيث كاد متجر البيع الواحد يحوي على أنواع مُتعدّدة "فروج حي، فروج مذبوح بشكل تقليدي، والفروج المُثلّج"، وفق ما فرضه تجار السوق في العاصمة تعويضاً للنقص الحاد في المادّة، حيث يتم استيراد المادة بطرق غير شرعية من خلال الحدود العراقية واللبنانية، ولوحظ في الفترات الأخيرة انتشار كثيف للفروج المُثلج "إيراني المنشأ" في الأسواق والمولات.

وبالرغم من أنّ عمليات استيراد المادّة "غير شرعية" ومُخالفة للقوانين إلّا أنّها ولا سيما "الفروج المُثلّج" منها تكاد تكون سيدة موقف حركة السوق بسبب إقبال المُستهلكين عليها جراء بيعها بسعر أدنى من المحلّي الطّازج بحوالي 25 بالمائة.

أهداف التهريب تتجلى في جني أرباح كثيرة بوقتٍ قصيرٍ على حساب المُستهلكين يُضاف إليها هدف إخفاء عورات "المعنيين" في الدوائر الرسمية لـ "نظام الأسد" وتمويه عجزهم الكبير في توفير المادّة للمستهلك وفرض السعر المنطقي المُناسب بموجب دخل الأسرة الشهري.

وبالرغم من تضرر المداجن في المناطق المُحرّرة في الشمال السوري والخارجة عن سطوة "نظام الأسد" بسبب عمليات القصف الهمجي، و"مراوحتها في مكانها" وعدم مواكبتها للتطور العلمي الطارئ في هذا القطاع إلّا أنّ طاقتها الإنتاجية أفضل بكثير من المنشآت العاملة في مناطق "النظام" وتُباع في أسواق المُحرر بـ 600 ليرة سورية لكيلو الفروج الواحد.

عشرة مرات، تضاعف سعر مادّة الفروج في أسواق العاصمة دمشق منذ العام 2011 حيث كان سعر الكيلو الواحد حينها بين 100 ليرة و120 ليرة سورية وبلغ 1300 ليرة سورية بين عامي 2015 و2017، ليستقر حالياً بسعر 1050 ليرة سورية، ويبلغ سعر الفروج المشوي 2300 ليرة، وفروج البروستد والمسحب 2450 ليرة.

ترك تعليق

التعليق