التمر.. بين فوائده الرمضانية، وسياسات حكومة النظام


ارتفعت أسعار التمور بشكل كبير بين عامي (2016 - 2017) بعد أن أصدرت وزارة التجارة الخارجية التابعة للنظام، آلية حددت فيها لائحة بأسماء المواد المسموح باستيرادها، وبينت أن هدفها هو الاقتصار على الضروريات، وأن كل ما عدا ذلك من مواد غير مذكورة باللائحة غير مسموح باستيراده على اعتبارها سلعاً ثانوية وغير ضرورية.

 وكان التمر إحدى المواد الممنوعة من الاستيراد. فقد منع استيراد التمر من دول الخليج والعراق. ولكن في الشهر الثامن من عام 2017 سُمح مجدداً باستيراد التمر، ومُنح بعض التجار إجازات استيراد من دول الجزائر والعراق وإيران.

وكانت حجة غلاء التمر هو منع استيراده، إلا أنه ورغم وصول كميات كبيرة مشحونة من العراق وإيران وحتى من الإمارات حافظ التمر على أسعاره المرتفعة.

التمر مكون أساسي في موائد رمضان

ومع كل اقتراب لشهر رمضان ترتفع أسعار التمر والزبيب وقمر الدين، وبالمقابل ترتفع معها أسعار كل ما تدخل هذه المواد في صناعته كبعض أنواع الحلويات والعصائر.

والمعروف للجميع أن التمر عنصر أساسي في شهر رمضان، حيث يبدأ الصائم إفطاره بتناول ثلاث حبات من التمر، كما أنه أساسي على مائدة سحور أهالي مدينة حمص وريفها، فقد اعتاد أهالي حمص والريف الحمصي على تناول وجبة تدعى (التمرية) عند السحور بشكل يومي (حيث يوضع التمر من دون العجوة مع القليل من السمن أو الزبدة في مقلاة على نار هادئة ويرطب بقليل من الماء ويهرس ويقلب لمدة عشر دقائق) ويوضع ساخناً على مائدة السحور ويتم تناوله بالخبز مع الزبدة أو مع الجبن البلدي وكل حسب ذوقه ورغبته.

أسعار التمور في حمص وريفها

تباينت أسعار التمور في أسواق حمص وريفها تبعاً للمصدر والنوعية، حيث تراوحت أسعار الكيلو لبعض أنواع التمور من النوع الجيد في المحلات بين (3000 - 6000) ليرة سورية، وهي تعاني من قلة الطلب مقارنة مع بعض الأنواع التي وصل سعر الكيلو غرام الواحد منها إلى (2500) ليرة سورية، في حين الكثير من المحلات الشعبية وعلى "البسطات" عرضت أنواعاً مختلفة من التمور بأسعار (1600 و 1500 و 1200)، و بعضها بسعر( 1000) ليرة سورية، وقد لاحظنا عليها إقبالاً كبيراً، على الرغم من عرض التمر للبيع بشكل مكشوف وبكميات كبيرة.

وكما تباع في بعض "البسطات" وعلى العربات أنواع رديئة من التمور وصل سعر الكيلو غرام الواحد منها إلى (800) ليرة سورية.

الزبيب وقمر الدين

في حين تراوحت أسعار كيلو الزبيب بين (2000 - 2800) ليرة سورية، ووصل سعر ظرف صغير من قمر الدين إلى (800) ليرة سورية، ويفضل أهالي حمص وريفها عصير قمر الدين عند الإفطار، وتحضيره في العادة لا يستغرق عدة دقائق بعد أن ينقع لوح قمر الدين في الماء لعدة ساعات ثم يخلط في الخلاط مع قليل من الماء والسكر حسب الرغبة ويضاف له قطع من الثلج صيفاً وشربه.

التجار ولعبة الأسعار والتمور الفاسدة

يلعب التجار دوراً أيضاً في ارتفاع أسعار التمر في شهر رمضان من خلال احتكاره قبل عدة أشهر ومن ثم طرحه في السوق بكميات كبيرة عند اقتراب قدوم شهر رمضان، فطمع التجار بالربح وغياب الرقابة أدى إلى طرح كميات كبيرة من التمور غير صالحة للاستهلاك، حيث بتاريخ 18/5/2018 تم ضبط 216 كغ من مادة التمر غير صالحة للاستهلاك البشري لاحتوائها على عفن وحشرات حية في أحد محلات حي الزهراء في حمص، بعد تقديم عدة شكاوي من الأهالي.

غياب التمر عن بعض الموائد بسبب الغلاء

يرى الكثير من السوريين أنه لا يمكن الاستغناء عن التمر في شهر رمضان فلا بركة بالإفطار من دونه، أما البعض فقد اضطر للامتناع عن تناوله نتيجة ضيق الحال وكثرة عدد أفراد الأسرة.

 يقول "أبو محمد"، أحد سكان مدينة حمص: "بسعر كيلو تمر منعمل وجبة إفطار"، أما "أبو أسامة"، فكان رأيه: "يعني شرط الناس تتسحر أو تفطر تمر لو بطلت الناس تشتريه كان رخص كتير، أنا مع مقاطعة كل شي مو ضروري وعم يرفعو سعره".

من فوائد الإفطار على التمر

إن تناول 3 حبات من التمر تعادل حصة فاكهة كاملة، وللتمر فوائد عديدة فهو مصدر لفيتامين (أ- ب- ج) ومجموعة فيتامين (ب٦ المركبة)، وهو غني بالعديد من المعادن المفيدة للجسم منها الكالسيوم والبوتاسيوم، ويعد التمر مصدراً سريعاً للطاقة حيث يمد التمر الجسم بالطاقة اللازمة له بعد صيام عدد ساعات كبير.

ويساعد التمر الصائم على الشعور بالشبع، مما يجعله لا يتناول الكثير من أصناف الطعام دفعة واحدة، وهذا يحمي الصائم من الكثير من المخاطر ويبعد عنه الشعور بالتعب. كما أن التمر يحتوي على السكريات الأحادية والثنائية والتي يسهل امتصاصها من قبل الجسم.

ومن أهم فوائد التمر أنه يحتوي على نسبة عالية من الألياف خاصة غير القابلة للذوبان، مما يجعله مفيداً لصحة الجهاز الهضمي. كما أن التمر يعتبر من أفضل الملينات الطبيعية، فإن كنت تعاني من مشاكل في الهضم أو الإمساك فالتمر هو الحل الأفضل لك.

وأخيراً، يعلق أحدهم ساخراً، "يا ترى الأسعار المرتفعة وتلاعب التجار والسياسات الاقتصادية للنظام والمسؤولين فيه، شو هدفها غير حماية المستهلك السوري"، ليجاوب نفسه، "طبعاً لمنع أي شي يفيد المواطن والعمل على تقصير عمر المواطن حتى يرتاحو منه وتقل تكاليف وأعباء الحكومة وتزيد أموالهم باسم الوطن والممانعة".

ترك تعليق

التعليق