"برزة" تدخل غياهب القانون رقم 10


بدأت قوات النظام فعلياً بتنفيذ مضمون القرار رقم 10 الذي أصدره رأس النظام "بشار الأسد" عام 2018، والقاضي بجواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العام للوحدات الإدارية، وذلك بمرسوم بناء على اقتراح وزير الإدارة المحلية والبيئة وتعديل بعض مواد المرسوم التشريعي رقم 66 لعام 2012، حيث كان أول المشمولين من أحياء العاصمة هو حي القابون شرق العاصمة الذي أعلن النظام رسميا إخضاعه للقانون المذكور، وخصوصاً المنطقة الصناعية التابعة له بعد أن استأنف عملية الهدم أصلاً في نيسان / أبريل الماضي.

النظام بدأ بالتوسع في محيط الحي وصولاً إلى حي برزة شرق العاصمة دمشق أيضاً، الذي شهد توقيعاً لمصالحة بين فصيل اللواء الأول العامل فيه وقوات النظام في أيار / مايو من العام المنصرم.

مصدر من داخل الحي قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، إن قوات النظام قامت بوضع "كرفانات" على امتداد طريق مشفى تشرين العسكري في تمهيد منها للبدء في عملية هدم على أطراف طريق المشفى الذي سيشمله القرار أولاً.

المصدر أكد توافد مهندسين إلى المنطقة لمعاينتها قبل البدء بالعملية. في حين أفاد مصدر مقرب من مجلس محافظة مدينة دمشق أن المخطط التنظيمي للمنطقة يتضمن طريقاً يصل القابون ببرزة اشبه باوتستراد، يبدأ من منطقة "العارضية" في القابون ويمر من مشروع علوان من الحي نفسه، إضافة إلى حي تشرين الذي قامت قوات بجرف ما تبقى منه عقب تهجير مقاتليه، ووصولاً إلى حي برزة.

قوات النظام سمحت لأهالي حي برزة بالدخول إلى منطقة البساتين الواقعة جنوب حي برزة، عقب الانتهاء من تهجير مقاتلي الغوطة الشرقية. وسمح فقط لأصحاب الأراضي الرئيسيين، بدخول أراضيهم، أي الذين يحملون أوراق إثبات ملكية للأراضي باسمهم، حيث لا يمكن للورثة أو الأقارب الدخول في حال كان صاحب الأرض متوفياً.

أحد المدنيين من أهالي الحي الذين استطاعوا زيارة أراضيهم قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "قوات النظام قامت بقلع معظم أشجار الزيتون في منطقة بساتين برزة وبساتين حرستا بعد أن حولتها إلى نقطة قصف لمناطق الغوطة الشرقية قبيل سيطرتها عليها".

 يضاف إلى ذلك غياب تلك الأراضي مدة عام كامل عن زراعة الفول والبازلاء خصوصاً وأنها تعتبر من أبرز الأراضي التي تزود العاصمة بهاتين المادتين حيث وصل سعر الكيلو غرام الواحد من الفول في الموسم الأخير إلى 200 ليرة سورية في حين بلغ سعر البازلاء 350 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

المصدر أضاف: "قوات النظام طلبت مبلغاً مادياً من أصحاب الأراضي الذين طلبوا الدخول إلى أراضيهم، لقاء السماح لهم بذلك، على أن يُدفع المبلغ للمرة الأولى فقط".

المصدر أشار إلى وفاة أحد المدنيين نتيجة أزمة قلبية عقب دخوله إلى أرضه ورؤيته لأشجار الزيتون التي تم قلعها.

نظرة على أسعار العقارات

خلال التقرير الذي أعده "اقتصاد"، تمكننا من الحصول على أسعار الإيجارات وأسعار البيع والشراء للمنازل والشقق السكنية داخل الحي.

"أبو حمزة"، أحد سكان الحي قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "يبلغ إيجار المنزل بالقرب من طريق مشفى تشرين العسكري رغم التهديدات الواضحة بجرف المنازل هناك حوالي 30 ألف ليرة سورية وترتفع كلما اتجهنا إلى داخل الحي حيث يبلغ إيجار منزل مساحته 60 متراً، 60 ألف ليرة سورية".

أما بالحديث عن أسعار المبيع للمنازل فقد أضاف "أبو حمزة"، قائلاً: "تبدأ أسعار المنازل داخل الحي من 30 مليون ليرة سورية وترتفع دون حد معين".

أسعار العقارات ارتفعت بشكل كبير عقب تهجير مقاتلي الحي. وتعتبر بداية الارتفاع منذ تاريخ توقيع اللواء الأول لاتفاقية هدنة مع النظام مطلع عام 2014.

 يذكر أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على منطقة البساتين بالقوة العسكرية بعد حوالي شهر من بدء حملتها على الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق في التاسع عشر من شباط/فبراير من العام المنصرم.

ترك تعليق

التعليق