كيف يؤثر رمضان على الجانب الإنتاجي للناس.. سلباً أو إيجاباً؟


يتمتع شهر رمضان بنكهة خاصة، ويعتقد البعض أنه شهر الخلود إلى الراحة والعبادة بينما يتعامل معه آخرون كموسم اقتصادي يزيد من إنتاجهم وربحهم للأموال.

يعمل السيد "ش" في محافظة إدلب. ووفر له عمله كصحفي مهتم بالشؤون الاقتصادية لإحدى المجلات، معلومات حول الصعود أو الهبوط الإنتاحي للسكان.

يقول لـ "اقتصاد": "رمضان وفر فرص عمل لكثير من الأشخاص وزاد من الدخل المادي لآخرين". في المقابل؛ أدى الشعور بالجوع والحرمان إلى خلود عدد لابأس به من الأشخاص إلى الخمول والكسل. "أنا شخصياً أوقفت كل أعمالي في الشهر الفضيل متفرغاً للراحة"، يؤكد "ش" الذي ينفي حصوله على أي مكسب مادي في هذا الوقت، بينما يتابع في شيء من الحزن، "على العكس تماماً؛ مع حلول رمضان زادت مصاريفي إلى الضعف تقريباً. لقد أوشكت على الإفلاس وسأتدارك الوضع بعد رمضان".

الحلاق "أبو شريف" كان له رأي آخر؛ "مع أن حركة الزبائن هي نفسها قبل رمضان إلا أن العمل شاق جداً في الشهر الفضيل".

يتابع أبو شريف لـ "اقتصاد" بينما بدا منهمكاً في قص شعر أحد الزبائن، "أنا مضطر للوقوف ساعات طويلة يومياً. ومع الجوع والعطش أكاد لا أقوى على الوقوف مع نهاية النهار. يزيد من تعبي أيضاً الأخلاق السيئة لبعض الزبائن ممن يغضبون لأتفه الأسباب في رمضان".

بالنسبة لأبو شريف؛ تتصاعد وتيرة العمل لتبلغ أقصى طاقتها الإنتاجية مع نهايات الشهر الكريم واقتراب عيد الفطر. "هذا موسمنا نحن الحلاقون. إننا ننتظره بفارغ الصبر".

حلول رمضان أدى لارتباك "محمد" وهو طالب في جامعة حلب. يقول لـ "اقتصاد": "الامتحانات على الأبواب وشعوري بالإرهاق لا يعينني على الدراسة".

لا يتمكن محمد من إطالة ساعات الدراسة في رمضان مهما بذل من مجهود. "كل ما هنالك أنني أدرس في الليل فقط لمدة ساعة ونصف. في النهار يسيطر التعب على تفكيري لذلك لا أفتح أي كتاب".

على عكس حالة محمد يعتقد "أبو عبدو" بائع العرقسوس والتمر هندي أن رمضان "موسم الخير والبركة". ويشير لـ "اقتصاد": "في هذا الشهر أحصل على مال يكفيني لمصروف عدة أشهر بعد الشهر الكريم".

معظم أصحاب المهن الموسمية كبائعي المعروك والعرقسوس والثلج ينظرون لرمضان كشهر لزيادة الأرباح وإن كان الإقبال على الأسواق في إدلب هذا العام ضعيفاً على الرغم من تواجد منتجات كثيرة وزحمة الأسواق لاسيما قبيل موعد الإفطار.

ترك تعليق

التعليق