بعد شهر من توقيع اتفاق التسوية مع النظام.. هل انخفضت الأسعار بريف حمص الشمالي؟


بعد مضي شهر على إجبار المعارضة السورية بريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، على توقيع اتفاق تسوية مع النظام بوساطة روسية، في آخر جيب للمقاومة في عاصمة الثورة السورية (حمص)، هل انخفضت الأسعار أم ارتفعت؟

للإجابة على هذا السؤال، وأسئلة أخرى، قام موقع "اقتصاد" بجولة ميدانية على بعض أسواق ريف حمص الشمالي، وخرج بالتقرير التالي:

يقول أبو مضر (مزارع من مدينة تلبيسة)، "خلال النصف الأول من الشهر الماضي أيار/مايو، اشتد الحصار على بلدات الريف الشمالي، بالرغم من توقيع اتفاق التسوية، ومنع النظام إدخال الخضار والفواكه والمواد الغذائية حتى 18 من الشهر الماضي، وهو موعد خروج آخر قافلة للمهجّرين باتجاه الشمال السوري".

وأضاف بأن المنطقة بقيت بدون مواد غذائية وخضار، باستثناء بعض أصناف الخضار والفواكه المنتجة بالريف، كالبطاطا والبصل والثوم والخوخ والدراق والخيار والكوسا، حيث بقيت أسعارها مناسبة لكافة الناس، وبيعت بعض المواد كالبطاطا بأقل من سعر التكلفة (50 ليرة للكيلو غرام) وهو أدنى سعر للمادة خلال سنوات الحصار الست.


وزاد "أبو مضر" يقول: "في الأيام الأخيرة من شهر أيار/ مايو، سمح النظام، وعبر تجار موالين له، بإدخال معظم الخضار والفواكه والمواد الغذائية والمنظفات وأعلاف الحيوانات إلى مدينتي (الرستن وتلبيسة)، والقرى التابعة لهما، عن طريق معبر (الدار الكبيرة)، أما تجمع بلدات (الحولة)، فما زالت بضاعتها تأتي من طرق وعرة وترابية، سواء من الشرق من (الرستن) أو من الشمال (أكراد إبراهيم)، ومازال الطريق الذي يربطها بمدينة حمص (حمص - مصياف) مغلق حتى اللحظة بحجة أنه طريق عسكري".

وأكدت مصادر أهلية أن نسبة الانخفاض في أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه في "الرستن وتلبيسة"، تصل إلى نحو 50 بالمائة، أما في "الحولة" فتتراوح ما بين 25 – 30 بالمائة.


فمثلاً، كيلو البندورة يباع بالرستن بـ 100 ليرة سورية، أما بالحولة فيتراوح سعره ما بين 150 – 200 ليرة سورية، أما أسعار الخضار الأخرى كـ "الفاصولياء والباذنجان والكوسا والبصل"، فقد شهدت انخفاضاً ملحوظاً قياساً بأسعار الحصار.

الانخفاض الأكبر بالغاز والخبز

علم موقع "اقتصاد" من مصادر أهلية بريف حمص الشمالي، أن النظام سمح ولأول مرة منذ 6 سنوات، بإدخال أسطوانات الغاز المنزلي، وبكميات كبيرة جداً، وصلت إلى نحو 50 ألف أسطوانة خلال الأسبوعين الماضيين، وبيعت عن طريق المعتمدين بسعر 2800 ليرة سورية، بينما كان سعرها قبل شهر من الآن يتراوح ما بين 6-7 آلاف ليرة سورية.


 كما سمح النظام بإدخال مادة الطحين المدعوم إلى مدينة" الرستن"، فقط، وتشغيل مخبزها الآلي، الذي قامت بتحديثه وتجهيزه إحدى المنظمات الإغاثية قبل 3 أشهر من الآن، ويباع حالياً بالمدينة المذكورة، كيلو الخبز بـ 50 ليرة سورية فقط.

 كما سمح النظام، وعبر تجار موالين له، بإدخال نحو 12 ألف ربطة خبز يومياً، وزن 1400 غرام للربطة الواحدة، إلى بعض مدن وبلدات الحولة وتلبيسة وتير معلة، وما زال بعض بلدات الحولة حتى الآن بدون الخبز المدعوم، ويشتري سكانها كيلو الخبز بنحو 350 ليرة سورية.


كما علم "اقتصاد"، من مصادر أهلية، أن انخفاضاً ملحوظاً شهدته معظم المواد الغذائية والمنظفات "كالسمون والسكر والزيت"، بمقدار يتراوح ما بين 20 - 30 بالمائة وذلك بعد إلغاء ضريبة المعابر التي كانت تذهب لبعض ضباط النظام والميليشيات الموالية له.

أما أسعار اللحوم البيضاء والحمراء والألبان والأجبان، فقد حافظت على أسعارها السابقة، 3 آلاف ليرة سورية لكيلو لحم الغنم والعجل و 800 ليرة سورية لكيلو الفروج الحي، كونها تربية محلية ضمن الريف الشمالي وتباع بأسعار أرخص من العاصمة دمشق ومعظم المحافظات السورية.


ترك تعليق

التعليق