لهذه الأسباب يقبل أهالي ريف حلب على الأعشاب الطبية


تغزو "الأعشاب الطبية" الأسواق المحلية بريف حلب الشمالي، كحل بديل عن المستحضرات الطبية التقليدية التي تواصل أسعارها التحليق منذ بداية الثورة السورية.

وصحيح أن محال بيع هذه الأعشاب تحولت إلى ضرورة لا بد منها في مجمل المناطق السورية الأخرى، إلا أن الريف الحلبي شهد دون غيره، قفزات بالتعامل مع هذه المواد المسماة بـ"الطب البديل"، وذلك بسبب الاحتكاك مع الأتراك الذين يقبلون على الأعشاب الطبية إقبالاً منقطع النظير.

وفي المحال المخصصة لبيع الأعشاب الطبية، تثقل المرطبانات الممتلئة بالأعشاب الرفوف، وتختلط عليك اللصاقات التي تحمل أسماء الأعشاب بكلمات غير معتادة من قبل، من حبة اليهودي إلى اللافندر وإلى غيرها من الأسماء الأخرى.


وعلى جدار فارغ في محله بمدينة مارع، ألصق محمود جموّل، وريقات كتب عليها "يوجد لدينا وصفة للتنحيف مكفولة ومجربة، ووصفة لمرضى الكلى"، "يقبل الأهالي كثيراً على استخدام هذه الوصفات المجربة والموصوفة عالمياً"، يقول جمول .

ويتابع في حديثه لـ"اقتصاد"، أن أكثر ما يقبل عليه الأهالي هو الأعشاب المخصصة للتنحيف، لأن ثمنها زهيد جداً ولا يتعدى الـ2000 ليرة سورية، بعكس المستحضرات الطبية المخصصة للتنحيف الباهظة الثمن.

لكن وبحسب جموّل، فإن أسعار الوصفات يرتفع كثيراً لا سيما في الوصفات المخصصة لمعالجة العقم، حيث تصل قيمة الوصفة الواحدة إلى 25000 ليرة سورية.

وحول نفعية هذه الخلطات، يؤكد أن "غالبيتها مجربة ومضمونة التأثير بنسبة كبيرة"، مضيفاً "نعتمد على التجارب والخبرات المحلية والتركية التي تصلنا مع الأعشاب التي نشتريها من السوق التركي".


ومقابل حديث جموّل يشكك كثيرون بجدوى هذه الأعشاب، معتبرين أن الاعتماد عليها هو "مضيعة للوقت والمال"، ومنهم الصيدلاني حازم حتاحت، الذي أوضح أن غياب القواعد الأكاديمية لهذه المهنة يجعل منها مهنة خطيرة.

وأوضح لـ"اقتصاد" أن عدم التخصص العلمي بممارسة هذه المهنة، جعلها مهنة مستباحة وغير مضبوطة بأطر علمية.

واستدرك حتاحت، "لكن استخدام بعض الأعشاب مثل (البابونج، وإكليل الجبل، واليانسون)، لا بأس فيه في بعض الحالات المرضية العرضية".

ترك تعليق

التعليق