كيف تعيش "الهامة" اليوم؟


تعيش بلدة الهامة، والواقعة شمال الغوطة الغربية للعاصمة دمشق، حالة من الاستقرار، بعد تهجير مقاتليها في السادس عشر من تشرين الأول من العام المنصرم، إثر عملية عسكرية مفاجئة بدأت في السابع والعشرين من أيلول في العام ذاته، تجلت بقطع كافة الطرقات المؤدية إلى العاصمة دمشق من قبل قوات النظام، ومن ثم البدء بعملية القصف لإجبار الثوار على التهجير.

نظرة على الأوضاع المعيشية

بلدة الهامة حظيت باهتمام كبير لدى النظام لأن المعركة التي شنتها قواته للسيطرة عليها كانت قصيرة مقارنة بمدينة داريا التي سبقتها بالتهجير إلى الشمال السوري بعد أن أنهكت النظام طيلة 7 سنوات.

 النظام قام بإعادة فتح الفرن الموجود في البلدة بعد أقل من شهر على تهجير مقاتليها حيث تباع ربطة الخبز بسعر 50 ليرة سورية أي كبقية مناطق العاصمة، في حين عادت محطة المحروقات إلى العمل أيضاً بعد مدة قصيرة من تهجير ثوار المدينة.

"أبو محمد"، أحد المدنيين المقيمين في البلدة قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "يباع لتر البنزين بسعر 200 ليرة سورية في حين يصل سعر لتر المازوت إلى 250 ليرة سورية كأقصى حد وينقص سعره حسب توافره".

"أبو محمد" أشار إلى أن فتح محطة المحروقات جاء بعد فترة قصيرة من تهجير ثوار الحي على عكس بقية المناطق التي تم تهجير ثوارها كحي برزة الذي لا تزال فيه محطة المحروقات خارج الخدمة حتى اليوم وحي القابون الذي لا تزال قوات النظام تمنع المدنيين من العودة إليه بعد عام من التهجير.

قوات النظام عاودت السماح أيضاً، عقب التهجير، بدخول مادة الغاز إلى البلدة، حيث يدخل أسبوعياً حوالي 5 سيارات يقوم النظام بإدخالها لتباع الجرة بسعر 1800 ليرة سورية، في حين يمتهن عدد من أهالي البلدة مهنة البيع الحر لتباع الجرة لديهم بسعر 1900 ليرة سورية.

ويكمل "أبو محمد" حديثه عن عودة الخدمات إلى البلدة فقال: "تم تنظيم عمل المياه والكهرباء قبل حوالي 5 أشهر تقريباً، فباتت الكهرباء لا تنقطع إلا نادراً في حال وجود عطل، والماء أيضاً، في حين كانت  قبل تلك الفترة تعمل بنظام 4 بـ 2 أي تعمل 4 ساعات وتنقطع ساعتين للتقنين".

الشبه بين بلدة الهامة وبقية المناطق التي شهدت عمليات تهجير هي منع قوات النظام أي أحد من العمل بتصريف العملات الأجنبية سواء سراً أو علناً، مهددة من يحاول العمل بهذا المجال بالملاحقة الأمنية.

أما بالحديث عن إيجارات المنازل داخل البلدة، فقد قال "أبو زيد"، أحد أبناء البلدة، في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "تبدأ أسعار الايجارات للمنازل داخل البلدة بحدود 25 ألف ليرة سورية وترتفع لتصل إلى 100 ألف سورية في حين لا تمنع قوات النظام أحداً من دخول البلدة والاستقرار فيها، سواء كان من أبنائها أو لا".

وعود طي النسيان

على الرغم من عمل قوات النظام على إعادة الحياة للبلدة سريعاً عقب تهجير ثوارها، إلا أنها دائماً ما تخلف بالوعود التي تعطيها خلال المفاوضات.

"عمر الشامي"، عضو المكتب الإعلامي للبلدة والمتواجد في الشمال السوري حالياً، قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "لم تفرج قوات النظام إلا عن عدد قليل من المعتقلين لديها من أبناء البلدة على الرغم من أن ذلك كان من أوائل الشروط، كبقية المناطق التي خضعت للتهجير، وهو الإفراج عن المعتقلين".

"عمر" أكمل: "تشهد البلدة حتى اليوم حملات أمنية بحجة التفتيش إلا أنه نادراً ما ينتج عن الحملات عمليات اعتقال".

آخر الحملات كانت في السادس عشر من أيار / مايو الجاري والتي طالت أحياء الخابوري والشامية في البلدة.

"عمر" أشار إلى مقتل حوالي 10 شبان من أبناء البلدة، منذ تهجير مقاتليها. أولئك الشبان كانوا يقاتلون في صفوف النظام وتحديداً في صفوف الدفاع الوطني ودرع الأمن العسكري على جبهات مختلفة، أبرزها جوبر ووادي بردى. وبعضهم قُتِل على جبهات ريف حمص وحماة في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية".

يذكر أن مقاتلين من أبناء البلدة شاركوا في حملة النظام الأخيرة على بلدات جنوب العاصمة دمشق وتحديداً على محاور تنظيم "الدولة الإسلامية"، في مخيم اليرموك والحجر الأسود. ولم يسقط منهم قتلى خلال الاشتباكات التي دارت.

ترك تعليق

التعليق